من الذاكرة { معركة الديكة } بقلم جميل فرنسيس زورا - تللسقف
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: منوعات وطرائف والكاريكاتير
صفحة 1 من اصل 1
من الذاكرة { معركة الديكة } بقلم جميل فرنسيس زورا - تللسقف
كان في تلك الأيام الخوالي .. وفي زمن الحصار الجاثم على بلدنا ، حيث كانت فاقة والحاجة الماسة تطال كل أبناء شعبنا ، حينما كان راتبي لا يساوي ثمن طبقة بيض واحدة !.... لذلك فكرت أن اربّي الدجاج في فسحة خلف داري ، لكي استفاد من بيضه ولحمه ... وفعلا ذهبت إلى المدينة واشتريت عدد من البيض الملقح مع دجاجتين حاضنتين للبيض ..، وانتظرت بفارغ الصبر ، حتى فقس أغلب البيض ، وكان من بينها أربعة ديكه صغار ... وبمرور الأيام لفت انتباهي أن احد تلك الديكة الأربعة بدأ ينمو بسرعة خلافا للديكة الثلاثة الأخرى .. وأصبح من القوة والشراسة ، بحيث يتغلب على كل الديكة في القرية وكان يهاجمها ويصرعها بسهولة ، وهي تهابه وتهرب من أمامه ... لذلك فكرت أن أراهن عليه في المدينة واجني منه المال ..
وهكذا كنت آخذه إلى المدينة كل جمعة واجني من المراهنة بعض المال .. حيث كان ديكي هو الغالب دائما .
وفي إحدى الجمع جاءني احد المراهنين واتفق معي إن ينازل ديكه مع ديكي في الجمعة القادمة ، لقاء مبلغ مائه دينار .. وكان ذلك المبلغ كبيرا في حينها ، ولما كنت واثقا جدا من ديكي القوي ،وافقت على الفور.. وخلال سبعة أيام كنت أطعم ديكي أجود الطعام واعتني به ليوم النزال حتى جاء يوم الجمعة المنشود ، وذهبت به إلى مقهى النزال ، ورميت ديكي الأحمر في حلبة النزال الشبه مظلمة أمام ديكه الأسود ، فبدأ العراك العنيف ، وبسهولة بدا ديكي يتغلب على ديكه الأسود وينقض عليه بضربات قوية متلاحقة .. وبدأ ديكه يترنح ..، وهنا تدخل صاحب الديك الأسود متوسلا أن أوقف النزال لكي يصليّ على ديكه في الغرفة المجاورة .. فوافقت مستهزئا من هذا الطلب .. وبعد لحظات عاد مع ديكه وبدا العراك بين الديكين من جديد .. وهكذا انقض ديكي الأحمر مرة أخرى على ديكه الأسود بضربات متلاحقة على رأسه ورقبته حتى أدماه ..، ثم تدخل صاحب الديك الأسود متوسلا ، ليوقف النزال وليصلي على ديكه مرة أخرى ويرشقه بالماء ، فوافقت مرة أخرى بعد تردد وعلى مضض ، حتى جاء بديكه الأسود ورماه أمام ديكي الأحمر .. وبدا النزال من جديد ، لكن الغريب في الأمر أن ديكه الأسود بدأ يتغلب على ديكي الأحمر....! وبدا ديكي منهكا يضعف أمام ضربات ديكه الأسود ...، والدماء تتدفق من عرفه ومنقاره حتى سقط ديكي تحت أقدام ذلك الديك الأسود , وبذلك خسرت المائة دينار .. وأصبح ديكي على شفا الموت فعدت الى بيتي ، مندهشا أجرّ أذيال الخيبة والحسرة والندم ...
وبعد فترة ذهبت الى سوق الدجاج وحكيت قصتي للرجل الذي أشتري منه البيض والدجاج ... فضحك الرجل كثيرا لسذاجتي وعدم معرفتي .. وقال لي (يا غشيم ..ان الرجل لم يكن يصلي على ديكه ، بل كان يبدل ديكه الخسران بديك أخر شبيها له دون ان تعلم في كل مرة )....
وهكذا كنت آخذه إلى المدينة كل جمعة واجني من المراهنة بعض المال .. حيث كان ديكي هو الغالب دائما .
وفي إحدى الجمع جاءني احد المراهنين واتفق معي إن ينازل ديكه مع ديكي في الجمعة القادمة ، لقاء مبلغ مائه دينار .. وكان ذلك المبلغ كبيرا في حينها ، ولما كنت واثقا جدا من ديكي القوي ،وافقت على الفور.. وخلال سبعة أيام كنت أطعم ديكي أجود الطعام واعتني به ليوم النزال حتى جاء يوم الجمعة المنشود ، وذهبت به إلى مقهى النزال ، ورميت ديكي الأحمر في حلبة النزال الشبه مظلمة أمام ديكه الأسود ، فبدأ العراك العنيف ، وبسهولة بدا ديكي يتغلب على ديكه الأسود وينقض عليه بضربات قوية متلاحقة .. وبدأ ديكه يترنح ..، وهنا تدخل صاحب الديك الأسود متوسلا أن أوقف النزال لكي يصليّ على ديكه في الغرفة المجاورة .. فوافقت مستهزئا من هذا الطلب .. وبعد لحظات عاد مع ديكه وبدا العراك بين الديكين من جديد .. وهكذا انقض ديكي الأحمر مرة أخرى على ديكه الأسود بضربات متلاحقة على رأسه ورقبته حتى أدماه ..، ثم تدخل صاحب الديك الأسود متوسلا ، ليوقف النزال وليصلي على ديكه مرة أخرى ويرشقه بالماء ، فوافقت مرة أخرى بعد تردد وعلى مضض ، حتى جاء بديكه الأسود ورماه أمام ديكي الأحمر .. وبدا النزال من جديد ، لكن الغريب في الأمر أن ديكه الأسود بدأ يتغلب على ديكي الأحمر....! وبدا ديكي منهكا يضعف أمام ضربات ديكه الأسود ...، والدماء تتدفق من عرفه ومنقاره حتى سقط ديكي تحت أقدام ذلك الديك الأسود , وبذلك خسرت المائة دينار .. وأصبح ديكي على شفا الموت فعدت الى بيتي ، مندهشا أجرّ أذيال الخيبة والحسرة والندم ...
وبعد فترة ذهبت الى سوق الدجاج وحكيت قصتي للرجل الذي أشتري منه البيض والدجاج ... فضحك الرجل كثيرا لسذاجتي وعدم معرفتي .. وقال لي (يا غشيم ..ان الرجل لم يكن يصلي على ديكه ، بل كان يبدل ديكه الخسران بديك أخر شبيها له دون ان تعلم في كل مرة )....
مواضيع مماثلة
» جميل فرنسيس زورا قصص الجزء الاول من ( هدوء العاصفة )
» جميل فرنسيس زورا و الجزء الثاني من هدوء العاصفة
» فرح مفقود بقلم جميل فرنسيس
» قصيدة للشاعر جميل فرنسيس الليل
» ( حوار الغروب مع الشاعر والكاتب والصحفي جميل فرنسيس)
» جميل فرنسيس زورا و الجزء الثاني من هدوء العاصفة
» فرح مفقود بقلم جميل فرنسيس
» قصيدة للشاعر جميل فرنسيس الليل
» ( حوار الغروب مع الشاعر والكاتب والصحفي جميل فرنسيس)
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: منوعات وطرائف والكاريكاتير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى