تصحيح النفس من الداخل
صفحة 1 من اصل 1
تصحيح النفس من الداخل
إن العقل لايكون في كل وقت عقلا صرفا أو حقا خالص وإنما كثيرا مايكون العقل خادما مطيعا لرغبات النفس ,يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس,وان يبرر سلوكها,حتى لا تبدو مدانة أمام الضمير,وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها الحقيقية,فالاستهتار مثلا يأخذ اسم الحرية,وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها,وتحت اسم الحرية يفعل الإنسان ما يشاء,مستخدما هذا الاسم الجميل في فعل ما لايليق,ناسيا أن الحرية معناها الحقيقي هي تحرر النفس من الأخطاء والشهوات المعيبة,فالشخص الحر هو الذي لا تستبعده عادة رديئة أو شهوة باطلة,أو طبع فاسد,وليس معنى الحرية أن نكسر وصايا الله ونقول أننا أحرار نفعل مانشاء,هذا الذي يدعى انه حر هو في حقيقته مستعبد للشيطان,نسمي الكثير من الأمور بغير أسمائها فمثلا ,الدهاء والمكر أو الخبث نسميه الذكاء وحسن التصرف,والإسراف نسميه الكرم,والتهكم أو المزاج الرديء نسميه خفة الروح,والشتيمة والإساءة إلى الآخرين نسميه الإصلاح,والتعصب الرديء نسميه التمسك بالدين , والملابس الخليعة نسميها المودة ,وتختفي الرشوة تحت اسم الهدية,وتختفي السرقة تحت شكليات رسمية لاترضى الضمير.
ليتنا نواجه الحقائق ولا نسمي الأمور بغير أسمائها لكي نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل ونصلح المجتمع الذي نعيش فيه,
وليتنا نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله في اليوم الأخير,ومحاسبة النفس تقود الإنسان إلى الاتضاع وتبعد عنه الغرور والكبرياء,أن الله أعطي لكل منا ضميرا يحاسبه ,وبعضنا يحاول أن يسكت هذا الضمير,وبعضنا يحاول أن يميته,وبعضنا يهرب منه أو يتحايل على ضميره بحيل عقلية لتبرير مسلكه,ولكن الإنسان الصالح هو الذي يخضع لتوجيهات ضميره بل يجعل هذا الضمير يستنير أكثر وأكثر بالمداومة على القراءة الروحية,والتأمل في الفضائل.
خالد مركو
khaled margo- عدد الرسائل : 55
الموقع : San diego,California
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى