كونوا أقوياء من الداخل

ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي, يملك الهدوء عليه, وكل ضيقات العالم لاتزعجه,انه يستمد سلامه من الداخل وليس من الظروف المحيطة ,لذلك فأن الظروف الخارجية لا تزعزعه.
ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي ,إن اضطربت الأحوال يضطرب معها, وان هدأت يهدأ, سبب خارجي يجعله يفرح,وسبب يبكيه, وسبب يبهجه.
الرجل القوي يجعل الظروف الخارجية تخضع لقوة قلبه لا أن تتحكم في انفعالاته ولا يخضع هو لها, إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبا من الماء ولكنها لا تستطيع أن تعكر المحيط, يأخذها المحيط ويفرشها في أعماقه ويقدم لك ماء رائقا.
كن واسع القلب ورحب الصدر, كن عميقا في داخلك لا تضعف أو تنهار أمام الضيقات, بل فكر في إيجاد حل لها , إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب وتتعب النفس, وأحيانا يكون التفكير في الضيقة اشد إيلاما للنفس من الضيقة نفسها.
أما التفكير في إيجاد حل للضيقة فهو الذي يعمل على سلام النفس وراحتها, ضع في نفسك إن كل ضيقة لها حل وكل ضيقة لها مدى زمني معين تنتهي فيه,وان لم تصل إلى حل ثق بروح الإيمان أن لدى الله لهذه الضيقة حلول كثيرة, وانه تبارك اسمه قادر أن يعينك وان يحل جميع إشكالاتك,وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله ومرت بسلام.
المؤمن يعرف إن الله موجود وانه اله رحيم ورحمته غير محدودة وهو ضابط الكل والعالم كله في قبضة يديه وان الله يدبر كل شيء حسنا ولابد انه سيتدخل ويعمل عملا.....لذلك فأن المؤمن يستريح في أعماقه ويلقى على الرب كل همه, ويستودعه جميع إشكالاته.


خالد مركو