تهاني وتبريكات من سيادة المطران جبرائيل كساب بمناسبة حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية المجيدة للآباء الكهنة والشمامسة والمؤمنين المباركين - سيدني أستراليا

أعزائنا الأباء الكهنة والإخوة الشمامسة والمؤمنين المباركين في كل مكان
سلام المسيح معكم جميعاً
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر { لوقا : 14/2 }
مع هذه البشرى التي أعلنتها الملائكة يوم ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد : يسرنا ويسعدنا أن نقدم لكم جميعاً تهانينا القلبية متمنين لكم نعمة وبركة طالبين من طفل المغارة أن يمطر في بيوتكم كل الخيرات والبركات ويحفظكم من كل مكروه .
أعزائنا : ميلاد المسيح الذي نحتفل بذكراه : حدث كبير وجليل يذكرنا بحقيقة سامية أن يسوع لايزال معنا وقريب من يباركنا ويقدسنا ويغمرنا بفرح الحياة فهو ينقل الينا البشرى العظمى والفرحة الكبرى : الله دجاء الينا وسكن بيننا وصار معنا " عمانوئيل " والكلمة صار بشراً وعاش بيننا { يوحنا 14/1 }
ميلاد المسيح : إشراقة أمل ورجاء أطلت علينا من مذود بيت لحم . ورسالة أتت من السماء مفتوحة وموجهة الى كل الناس لتبعث البهجة والراحة والسكينة في النفوس . بميلاد المسيح تعانقت السماء والأرض فتساوى الضعيف مع القوي والفقير مع الغني والعبد مع الحر . كما يذكر الرسول بولس في رسالته الى أهل غلاطية 28/3 . " ليس يعد يهودي ولا أممي ، ليس عبد ولا حر ، ليس ذكر ولا أنثى - أنكم جميعاً واحد في المسيح
أبناؤنا المباركين : في كل عام يطل علينا عيد الميلاد المجيد حاملاً رسالة السلام والرجاء الصالح الذي نادت بها الملائكة مطالبة بمزيد من العدل والحرية والتضامن بين بني البشر فعلينا أن نقبل هذه الرسالة السماوية بروح التواضع والطاعة ونسمح للنور الحقيقي أن يخترق حياتنا وينير دربنا ويرشدنا الى ما فيه الحق .
ِ مسؤولية كبيرة يضعها علينا ميلاد المسيح لنفهم وندرك معنا مسيحيتنا فهي فرصة مناسبة لنقف أمام المغارة متأملين بالذي أخلى ذاته وأخذ صورة عبد من أجلنا ومن أجل خلاصنا فنستلهم من هذا الحدث الكبير القصد بتجديد حياتنا ورجوعنا إليه والعيش حسب مباديء أنجيله في تقوية أواصر المحبة والأخوة واالمسامحة والإلتزام المتبادل .. أهالي بيت لحم لعدم إعترافهم بالمسيح الآتي إليهم عن طريق التواضع لم يفتحوا الأبواب أمامه . ولكن الرعاة البسطاء الفقراء فتحوا له قلوبهم ، فلنكن نحن من بين هؤلاء الرعاة
فلا نغلق أبوابنا بوجه الآتي بأسم الرب بل لنتركها مشرعة فيدخل منها نور المسيح إلى قلوبنا وبيوتنا ومجتمعاتنا ، فتنعيش بتناغم ومحبة قادرين على المغفرة والتسامح بالذي أحبنا وصار إنساناً من أجلنا فروحانية عيد الميلاد تتجلى في قبول الآخرين كأنهم يسوع وفي جلب السعادة والفرح الروحي لكل من نتعامل معه فنحن حقاً في الميلاد لما نعيش معانيه وأهدافه ونتعامل بالحسنى مع إخواننا البشر.
أعزاؤنا : ونحن نحتفل بهذه الأعياد المارانية لنوجه فكرنا لا بل صلواتنا وأدعيتنا نحو الوطن الأم { العراق الحبيب } لكي يحفظه الرب ويكثر غفيه أمنه وسلامه ، فتنقشع هذه الغمة السوداء عن سماؤه فيحتفل إخواننا وأعزاؤنا المسيحيون بهذه الأعياد كما يليق ويجب وكذلك في حرية دينية تامة
وفي الختام مرة أخرى تهانينا للجميع متمنين أن يكون هذا العيد مدخلاً لنجدد حياتنا المسيحية والتزامنا بخدمة الإنسان الذي من أجله تجسد المسيح " كلمة الله والإبن الوحيد "
وكل عام وسلام المسيح يملك على القلوب ويشمل كل الشعوب فيتمجد أسم الله الأعظم
المطران
مار جبرائيل كساب
مطران الكلدان في أستراليا ونيوزيلندا