على منْ تقع مسؤولية الخطيئة؟
صفحة 1 من اصل 1
على منْ تقع مسؤولية الخطيئة؟
الإنسان مكوّن من عناصر كثيرة أهمها, الجسد,والروح,والعقل, وهو محتاج إلى أن يحفظ التوازن بينهما,فأن ساد الجسد تماما لتحوّل إلى شخص شهواني, وان سادت الروح يتحول إلى عابد, وان ساد العقل وكان سليماً فأنه يتحول إلى فيلسوف, لكن حفظ التوازن بينهما فأنه يكون إنسانا طبيعياً , سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة, وسلاح العقل هو المعرفة السليمة, وسلاح الروح هو الضمير الصالح,أما حروب الجسد تكمن في شهواته, وحروب الروح هي الخطيئة, وحروب العقل هي الجهالة وسوء الفهم, يمكن تنمية حواس الجسد, وتنمية قدرات العقل, وتنمية الروح بمقدار مقاومتها للخطيئة.
إن الخطيئة تبدأ في العقل والقلب أولا , وبعد ذلك تبحث لها عن سبب خارجي عملي لكي تتعلق بها, وقد تكون أخطاء الروح والعقل أكثر من أخطاء الجسد, لان غالبية أخطاء الجسد واضحة ومكشوفة, بينما أخطاء العقل على الرغم من كثرتها وبشاعتها غير مكشوفة, لذلك فهي تختفي وراء الجسد,وفي الكثير من الحالات العقل هو الذي يتسبب في خطايا الجسد, هو الذي يفكر في الخطيئة وفي طريقها وفي توقيتها,ثم يدفع الجسد إلى ارتكابها,فعلى منّ تقع مسؤولية الخطيئة؟ على العقل أم على الجسد؟ على كليهما طبعاً , على العقل اولاً كمحرّض ومدّبر,ثم على الجسد أخيرا كمنفّذ.لقد خلق الله أجسادا للبشر والحيوانات والأسماك والطيور, ولكن أبدعها جميعاً في كثرة أجهزته وأدقها هو الجسد البشري, فهل يُعقل أن يكون هذا الجسد مجرد وعاء للخطيئة؟
لايصح في الحكم على الجسد بأننا نركز على السلبيات فقط, بينما نتجاهل الايجابيات وهي عديدة: إننا بالجسد يمكننا أن نخدم الله, وان نخدم الناس ونفعل الخير, بالجسد نركع ونسجد ونعبد الله, وبالجسد ندخل إلى أماكن العبادة ونستمع فيها إلى كلمة الله ووصاياه, وكل مشاعر العبادة التي هي داخل القلب نعبّر عنها بالجسد,
ومن اهتمام الله بالجسد , قيامة الجسد بعد موته, وحفظه سالماً إلى الأبدية, وتهيئة مكان له في الأبدية السعيدة.
خالد مركو
khaled margo- عدد الرسائل : 55
الموقع : San diego,California
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى