كل الأنهار تجري إلى البحر والبحر ليس بملآن

من طرف khaled margo الأحد 07 أبريل 2013, 3:14 pm

حين يكثر الغنى يزداد الطمع, وحين تفيض الخيرات يقوى الطمع, المسكين يكتفي بالخبز اليومي, أما الغني فيهتم بالسنين التي لايكون فيها على قيد الحياة, يهرب النعاس من كل محبي الطمع, أما مرقد الفقير فهادئ مريح, يفكر المسكين أن يكسر من خبزه للمحتاج ويتطلع الغني كيف يضرب من هو اضعف منه, طوبى للرجل الذي لم يقهره الطمع, طوبى للإنسان الذي يتأمل في المعرفة التي بها تقطع أصول الطمع, والذي تقوده الذات إلى الطمع يصعب عليه العطاء, فيحب الأخذ أكثر من العطاء بعكس وصية الرب, ومن اجل تمركزه حول ذاته يصعب عليه دفع العشور ويصبح العطاء كأنه اقتطاع من ذاته. لم يكتفي الشيطان بما كان فيه من مجد فأراد أن يرتفع فوق كل الكواكب بل يصير مثل العلى, وفي طمع الإنسان المحب لذاته قد لايسمح بأن يعطي فرصة لغيره أن ينال شيئا إلى جواره.
وفي تحذيره لنا من أن نكنز كنوزا على الأرض أوضح السيد المسيح أن الكنوز الأرضية تتعرض للسوس والصدأ أو تتعرض للنقب والسرقة ومن الممكن أن تضيع , كما أنها تصير عبئا على حياة مالكها وتسبب له الكثير من الأحزان في حال فقدانها لها,ومهما حاول الإنسان أن يحافظ على أمواله فلن يقدر أن يأخذها معه بعد الوفاة.

خالد مركو