كل ما تفقده من أمور العالم لاتحزن عليه
صفحة 1 من اصل 1
كل ما تفقده من أمور العالم لاتحزن عليه
لأنه لايصحبك في اليوم الأخير وبالتالي لاتشتهي أن تقتني من العالم شيئا فقد قال الرب"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"
إذن عش في العالم ولكن لاتجعل العالم يعيش فيك,يمكنك أن تملك المادة ولكن لاتجعل المادة تملكك,العالم مكانه في الخارج ولا يدخل إلى داخل قلبك او فكرك أو مشاعرك.
والإنسان الذي لايهتم بشيء من المرئيات يعيش بلا شك سعيدا ويتحرر من الشهوة ومن الخوف وفي ذلك قال القديس اوغسطينوس"جلست على قمة العالم حينما أحسست في نفسي إني لااشتهي شيئا ولااخاف شيئا"إن الإنسان الذي ارتفع فوق مستوى الماديات هو حصن منيع لاينهدم هو فوق العالم,وهو فوق الجسد,فهذا الجسد المادي هو ايضا من الأمور الوقتية الزائلة لأنه خاضع للحواس, وسيأتي وقت ننطلق فيه منه حينما نخلعه ونلبس جسدا آخر روحانيا غير قابل للفساد هو جسد القيامة الممجد.أما هذا الجسد فسيأكله الدود ويتحول إلى تراب, وحينما يقوم سوف يقام جسدا روحانيا قد تخلص من سيطرة المادة ومتطلباتها وضعفاتها. أنت على صورة الله ومثاله والله روح, عش أذن في الروح,والروح من الأشياء التي لاترى وفي حياة الروح تخلص من شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة ,وتمسك بالأشياء التي تبقى معك في الأبدية, أما الأمور المرئية فلا تهتم بها ولا تجعلها تسبب لك هما.
في معجزة الخمس خبزات والسمكتين لم ينظر المسيح إلى الخبز الذي يرى أنما رفع نظره إلى فوق وبارك,وفي حديثه مع السامرية لم يهتم بهذا الماء الذي يرى أنما إلى الماء الحي الذي لايرى,اكتشف سليمان أن كل المرئيات هي باطل الأباطيل,الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس,إن الغنى قد اتلف سليمان وأوقعه في شهوات متعددة,ولكن بعض الأغنياء احتفوا بمحبتهم لله لأنهم لم يحبوا العالم ولم ينشغلوا بجمع المال وتكويمه وخزنه وإنما باعوا كل أموالهم وأعطوها للفقراء,العيب إذن ليس في المال ذاته أنما في النظر إليه في محبته وفي الاتكال عليه وفي الكبرياء بسببه.
خالد مركو
khaled margo- عدد الرسائل : 55
الموقع : San diego,California
تاريخ التسجيل : 06/02/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى