محمد.الغاية.الوسيلة
صفحة 1 من اصل 1
محمد.الغاية.الوسيلة
من طرف farok lalo الخميس 14 أغسطس 2008, 1:22 am
من المعلوم إن غاية محمد من الدعوة إلى الله لم تكن دينية خالصة بل كانت دعوته وسيلة إلى غاية أخرى .وهذا ما سنحاول بيانه فيما يلي
للدخول إلى الموضوع بصورة صحيحة سوف نحاول أَن نبين طبيعة المنطقة التي ظهرت فيها الدعوة المحمدية و المناطق المحيطة بٍها .وطبيعة وسلوك سكان تلك المناطق.
حين ولد محمد عام 570 م في مكة,لم تكن الدولتان العظميان في المنطقة تكترثان لبلاد العرب
(شبه الجزيرة العربية),إذ كانت دولتا فارس وبيزنطة تتناحران تناحراً هدا قواهما ,ولم يتوقف هذا التناحر إلا قبيل وفاة محمد.
ولم تنظر فارس أو بيزنطة في غزو تلك المنطقة الموحشة ,حيث كانت الجزيرة و حزونها برية تبعث على الخوف يسكنها شعب غير مستأنس أطلقَ عليه اليونان لفظ((سارا لينوي)) أي من يعيشون في الخيام.
والواقع إن بلاد شبه جزيرة العرب لم ينجح أي من ألأديان المتقدمة التي ارتبطت بالحداثة والتقدم في النفاذ إلى تلك المنطقة نظراً لصعوبتها وطريقة عيش سكانها البدوية,وبالرغم من ذلك كان هناك بعض القبائل اليهودية تعيش في مستوطنات زراعية في يثرب ((أصبحت فيما بعد المدينة المنورة)) وفي منطقة خيبر وفدك.
أما المناطق المتحضرة فقد اعتنق سكانها الدين المسيحي,وما أن حل القرن الرابع حتى كانوا قد أقاموا كنيستهم المتميزة.
ففي عام 510 م اعتنق يوسف أسعاي ملك البلاد الجنوبية (اليمن حالياً) الديانة اليهودية وأصبح يعرف باسم (ذو نواس) ومعناه من تتدلى ناصية شعره على جبينه.
وفي عام 525م سقطت المملكة اليهودية في أيدي الحبشة,وأصبحت مقاطعة مسيحية من مقاطعات الحبشة ذات العقيدة ألنَسطورية.
وفي عام 570م قام الملك كسرى بغزو المنطقة فأصبحت مستعمرة فارسية ولكنها احتفظت بعقيدتها ودينها.
أما سكان بلاد الشام و وادي الرافدين فكان سكانها يدينون بالديانة المسيحية.
وكان سكان بلاد النهرين من قبائل لخم يدينون بالديانة المسيحية على المذهب ألنسطوري ,ومن ثم قام ألساسانيون بتعين قبائل لخم حكاما على دولة كانت عاصمتها الحيرة تمثل حاجزاً يحمي حدودهم من البيزنطيين.
وكانت قبائل ألغساسنة التي تقطن شرقي سوريا تعتنق المسيحية وكانت هذه القبائل مدعومة من ألإمبراطورية البيزنطية.
ولكن فارس وبيزنطة انسحبتا من هاتين الدولتين ,حيث امتنع هرقل ألإمبراطور البيزنطي عن دفع المعونات إلى ألغساسنة أبان الحرب مع الفرس في نحو عام 584 م .
كما قضى الملك كسرى على نظام الحكم أَللخمي في نحو عام 602م
من هذا يتبين إن المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة العربية كانت بحالة من الحرب والتناحر مما أضعفها وبالتالي جعلها هدفا سهلا للغزو ألإسلامي(الفتوحات) فيما بعد.
ومما سبق نلاحظ أن شبه جزيرة العرب كانت ارض صحراوية قاحلة عدا بعض الواحات ,وكان اغلب سكانها يعيشون في مجتمع متخلف فقير ذات طابع بدوي قبلي متناحر غير متحضر, جاهل, القلة القليلة تعرف القراءة والكتابة.
وكان البعض من هؤلاء البدو يعملون بالتجارة مما مكنهم من الاختلاط والاحتكاك بالمجتمعات المتحضرة المحيطة بهم.والتعرف على دياناتهم ومعتقداتهم مما ولد لدى العرب إحساس بأنهم دون غيرهم ديناً وسياسة.
أن حياة محمد قبل الدعوة لا يتوفر عنها ألشيء الكثير سوى انه ولد يتيما,وتوفيت والدته وهو في السادسة من العمر.حيث انتقل إلى العيش في كنف جده عبد المطلب وتوفي جده وهو في الثامنة من عمره.فأنتقل للعيش في بيت عمه أبو طالب
اشتغل محمد بالتجارة مهمته قيادة القوافل إلى الشام وبلاد ما بين النهرين واليمن.
أراد الزواج من فآخته ابنة عمه أبو طالب فلم يوافق عمه على هذا الزواج بحجة انه غير مؤهل وكان حينها في نحو العشرين من عمره
في عام 595م تزوج من خديجة وكانت في العقد الرابع من عمرها وهو في الخامسة والعشرون من عمره, وقد سبق أن تزوجت مرتين قبله و أنجبت عددا من ألأطفال
ولم يتزوج محمد بسيدة أخرى طيلة حياة خديجة التي قضتها معه والبالغة خمسة وعشرون عام.
وكان محمد يمتاز بعينين حمراوين يزداد احمرارهما عندما يكون في حالة عصبية,أو عندما يخطب بالناس .رافقته هذه الحالة منذ الصغر.تدرب محمد على فنون القتال وكان بارع في رمي السهام(ألنبال) من القوس, وكان يحب الخيل والنساء والعطور
في ألأربعين من عمره كان يذهب إلى الكهوف في الجبال لكي يخلو بنفسه وخاصة إلى غار يدعى حرآء ,هو وبعض المتعبدين.
فكان هناك من يعرفون بآلحنيفيون * من أمثال ورقة بن نوفل احد أبناء عمومة خديجة زوجة محمد,والذي اعتنق المسيحية
وعثمان بن ألحويرث وكان تاجر من تجار قريش المعروفين,أصبح مسيحيا فيما بعد
وعبيد الله أبن جحش وهو أبن عم محمد أعتنق ألإسلام ثم تحول أخر ألأمر إلى المسيحية.
وكذلك زيد بن عمرو ولكنه لم يعتنق أي دين رسمي طوال حياته
في عام 612م أي عندما كان محمد في الثانية و ألأربعين من عمره بدأ الوحي بالنزول عليه وكان خائفا من هذا ألأمر فشجعته خديجة وأبن عمها ورقة على المضي في ألأمر
فكان محمد في بداية الدعوة عندما لم تكن لديه القوة يرغب الناس بالمغريات المعنوية والمادية
فلم تكترث له قريش في بداية ألأمر ولم يمنعوه من ألقيام بما يريد.
ولكن عندما بدءا يضايقهم طلبوا من عمه أبو طالب أن يخبر محمد أن يتركهم وشأنهم وهم بدورهم يتركونه وشأنه.
فقال لهم محمد((أرأيتكم أن أعطيتكم ما سألتم هل تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم))1
وفي هذا تصريح واضح بأنه يريد لهم الملك(قريش وعشيرته الأقربين ) الملك على العرب وأن العجم تطيعهم وتخضع لهم وتكون من رعاياهم .
وها هو محمد يصرح بهذه الغاية إلى سُرآقه بن مالك المدلجي عندما كان هذا ألأخير يحاول اللحاق به ليمنعه من مغادرة مكة والهجرة إلى يثرب.
حين قال له محمد ((كيف بك يا سُرآقه إذا تَسَورْتَ بسواري كسرى؟))
قال سُرآقه ((كسرى بن هرمز!))2
ولم تكن غاية محمد من الدعوة بخافية على أهل قريش .
فها هو أبن خال محمد (ألأسود بن عبد يَغوث) إذا رأى أتباع محمد قادمين وما هم عليه من حال مزرية وثياب رثة يقول مستهزأ بهم ((قد جاءكم ملوك ألأرض الذين يرثون كسرى وقيصر)).
وها هو محمد يرغب عدي بن حاتم بألأسلام وهو أي عدي رئيس في عشيرته وهو يعتنق الدين المسيحي .
(( قال يا عدي بن حاتم أسلم تسلم قالها ثلاثا
فقلت إني على دين
قال أنا أعلم بدينك منك !
ثم قال يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى وتقول إنما أتبعه ضعفه الناس ومن لا قوة لهم وقد رمتهم العرب مع حاجتهم .ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه انك ترى إن الملك والسلطان في غيرهم .و أيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم. فو الله ليوشكن المال أن يفيض عليهم حتى لا يوجد من يأخذه))3
مما لاشك في أن قوله ليوشكن المال أن يفيض عليهم حتى لا يوجد من يأخذه إشارة إلى ما سيحتلون ويملكون من البلاد التي تدر لهم بخراجها وجزيتها عدا الغنائم .
ومن كلامه أيظاً إشارة صريحة بأنه يطلب لهم الملك والسلطان من وراء الدعوة الدينية.
كما تشير إلى ذلك ألآية(( قل لهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء....))4
ومن فرضه الجزية على الكتابيين وتركهم على ما هم عليه من الكفر و الضلال حسب مفهومه لهو دليل أخر على إن الغاية من دعوته لم تكن للإيمان بالله,وينافي انه لم يرسل إلا لدعوة الناس كافة إلى التوحيد.
((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ألأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) 5
ومن المعلوم إن الحج والطواف والعمرة كانت من التقاليد الوثنية فلماذا لم يقم محمد بإلغائها بعد أن كان يدعو إلى الله الواحد؟
إن إلغاء الحج يعني خسارة وجهاء قريش لأكبر مصدر من مصادر عيشهم وهذا ما لا يريده
محمد .فأن غايته هي أغناء أهله وعشيرته وجعلهم من الملوك و ألأباطرة وليس إفقارهم.
وذهب ألأمر بمحمد لكي يستميل أهل قريش إلى دعوته بان مدح أصنامهم
(( أفرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ,تلك الغرانيق العلا ,وأن شفاعتهن لترجى))6
أن محمد جعل فعله فعل الله ويده يد الله وبيعته بيعة الله
((وما رميت إذ رميت لكن الله رمى))7
((أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ))8
وإذا كانت دعوته إلى التوحيد فقط فما معنى إقران اسمه بلفظ الجلالة عند التلفظ بالشهادة وقبول الإسلام .وذكر اسمه في كل من الصلوات الخمسة بعيداً عن الدعوة إلى الله الواحد
((ومن المعلوم إن دعوة محمد لم تقم بمعجزاته أو بمعجزات القران بل قامت بسيوف الأنصار والمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة وحصول الدعوة على القوة المسلحة فصار يدعوهم إلى الإسلام وفي إحدى يديه القران وفي الأخرى السيف فلا يرعى لهم إلا ولا ذمة ولا يقبل منهم عذراً إلا الإسلام فان اسلموا فبها وإلا سل عليهم السيف فلا يغمده حتى يسلموا))9
ومما سبق نلاحظ أن غاية محمد من دعوته لم تكن محضة إلى الله بل إن دعوته كانت وسيلة إلى غاية أخرى وهي إقامة مملكة أو إمبراطورية على غرار ممالك بيزنطة وفارس يكون ملوكها وأباطرتها من قريش وعشيرته الأقربون.
الهوامش
*الحنيف ,جمعها حنفاء| حنيفيون ومعناها حرفياً كافر | ملحد,تسمية ساخرة أطلقها الوثنيون العرب في شبه جزيرة العرب ما قبل الإسلام على أولئك العرب الذين اعتنقوا عقيدة التوحيد وصاروا موحدين لا يعبدون إلا الله وحده ,الذي هو في اعتقادهم رب اليهود والمسيحيين
1.سيرة ابن هشام 2|417 ,السيرة الحلبية 1|349_350
2.ابن هشام 2|489_490 ,الحلبية 2|43_46
3.ابن هشام 4|578 ,الحلبية 3|225_226
4.سورة أل عمران الآية 26
5.التوبة الآية 29
6.النجم 8
7.الأنفال 17
8.الفتح 10
9.حل اللغز المقدس_معروف الرصافي
للدخول إلى الموضوع بصورة صحيحة سوف نحاول أَن نبين طبيعة المنطقة التي ظهرت فيها الدعوة المحمدية و المناطق المحيطة بٍها .وطبيعة وسلوك سكان تلك المناطق.
حين ولد محمد عام 570 م في مكة,لم تكن الدولتان العظميان في المنطقة تكترثان لبلاد العرب
(شبه الجزيرة العربية),إذ كانت دولتا فارس وبيزنطة تتناحران تناحراً هدا قواهما ,ولم يتوقف هذا التناحر إلا قبيل وفاة محمد.
ولم تنظر فارس أو بيزنطة في غزو تلك المنطقة الموحشة ,حيث كانت الجزيرة و حزونها برية تبعث على الخوف يسكنها شعب غير مستأنس أطلقَ عليه اليونان لفظ((سارا لينوي)) أي من يعيشون في الخيام.
والواقع إن بلاد شبه جزيرة العرب لم ينجح أي من ألأديان المتقدمة التي ارتبطت بالحداثة والتقدم في النفاذ إلى تلك المنطقة نظراً لصعوبتها وطريقة عيش سكانها البدوية,وبالرغم من ذلك كان هناك بعض القبائل اليهودية تعيش في مستوطنات زراعية في يثرب ((أصبحت فيما بعد المدينة المنورة)) وفي منطقة خيبر وفدك.
أما المناطق المتحضرة فقد اعتنق سكانها الدين المسيحي,وما أن حل القرن الرابع حتى كانوا قد أقاموا كنيستهم المتميزة.
ففي عام 510 م اعتنق يوسف أسعاي ملك البلاد الجنوبية (اليمن حالياً) الديانة اليهودية وأصبح يعرف باسم (ذو نواس) ومعناه من تتدلى ناصية شعره على جبينه.
وفي عام 525م سقطت المملكة اليهودية في أيدي الحبشة,وأصبحت مقاطعة مسيحية من مقاطعات الحبشة ذات العقيدة ألنَسطورية.
وفي عام 570م قام الملك كسرى بغزو المنطقة فأصبحت مستعمرة فارسية ولكنها احتفظت بعقيدتها ودينها.
أما سكان بلاد الشام و وادي الرافدين فكان سكانها يدينون بالديانة المسيحية.
وكان سكان بلاد النهرين من قبائل لخم يدينون بالديانة المسيحية على المذهب ألنسطوري ,ومن ثم قام ألساسانيون بتعين قبائل لخم حكاما على دولة كانت عاصمتها الحيرة تمثل حاجزاً يحمي حدودهم من البيزنطيين.
وكانت قبائل ألغساسنة التي تقطن شرقي سوريا تعتنق المسيحية وكانت هذه القبائل مدعومة من ألإمبراطورية البيزنطية.
ولكن فارس وبيزنطة انسحبتا من هاتين الدولتين ,حيث امتنع هرقل ألإمبراطور البيزنطي عن دفع المعونات إلى ألغساسنة أبان الحرب مع الفرس في نحو عام 584 م .
كما قضى الملك كسرى على نظام الحكم أَللخمي في نحو عام 602م
من هذا يتبين إن المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة العربية كانت بحالة من الحرب والتناحر مما أضعفها وبالتالي جعلها هدفا سهلا للغزو ألإسلامي(الفتوحات) فيما بعد.
ومما سبق نلاحظ أن شبه جزيرة العرب كانت ارض صحراوية قاحلة عدا بعض الواحات ,وكان اغلب سكانها يعيشون في مجتمع متخلف فقير ذات طابع بدوي قبلي متناحر غير متحضر, جاهل, القلة القليلة تعرف القراءة والكتابة.
وكان البعض من هؤلاء البدو يعملون بالتجارة مما مكنهم من الاختلاط والاحتكاك بالمجتمعات المتحضرة المحيطة بهم.والتعرف على دياناتهم ومعتقداتهم مما ولد لدى العرب إحساس بأنهم دون غيرهم ديناً وسياسة.
أن حياة محمد قبل الدعوة لا يتوفر عنها ألشيء الكثير سوى انه ولد يتيما,وتوفيت والدته وهو في السادسة من العمر.حيث انتقل إلى العيش في كنف جده عبد المطلب وتوفي جده وهو في الثامنة من عمره.فأنتقل للعيش في بيت عمه أبو طالب
اشتغل محمد بالتجارة مهمته قيادة القوافل إلى الشام وبلاد ما بين النهرين واليمن.
أراد الزواج من فآخته ابنة عمه أبو طالب فلم يوافق عمه على هذا الزواج بحجة انه غير مؤهل وكان حينها في نحو العشرين من عمره
في عام 595م تزوج من خديجة وكانت في العقد الرابع من عمرها وهو في الخامسة والعشرون من عمره, وقد سبق أن تزوجت مرتين قبله و أنجبت عددا من ألأطفال
ولم يتزوج محمد بسيدة أخرى طيلة حياة خديجة التي قضتها معه والبالغة خمسة وعشرون عام.
وكان محمد يمتاز بعينين حمراوين يزداد احمرارهما عندما يكون في حالة عصبية,أو عندما يخطب بالناس .رافقته هذه الحالة منذ الصغر.تدرب محمد على فنون القتال وكان بارع في رمي السهام(ألنبال) من القوس, وكان يحب الخيل والنساء والعطور
في ألأربعين من عمره كان يذهب إلى الكهوف في الجبال لكي يخلو بنفسه وخاصة إلى غار يدعى حرآء ,هو وبعض المتعبدين.
فكان هناك من يعرفون بآلحنيفيون * من أمثال ورقة بن نوفل احد أبناء عمومة خديجة زوجة محمد,والذي اعتنق المسيحية
وعثمان بن ألحويرث وكان تاجر من تجار قريش المعروفين,أصبح مسيحيا فيما بعد
وعبيد الله أبن جحش وهو أبن عم محمد أعتنق ألإسلام ثم تحول أخر ألأمر إلى المسيحية.
وكذلك زيد بن عمرو ولكنه لم يعتنق أي دين رسمي طوال حياته
في عام 612م أي عندما كان محمد في الثانية و ألأربعين من عمره بدأ الوحي بالنزول عليه وكان خائفا من هذا ألأمر فشجعته خديجة وأبن عمها ورقة على المضي في ألأمر
فكان محمد في بداية الدعوة عندما لم تكن لديه القوة يرغب الناس بالمغريات المعنوية والمادية
فلم تكترث له قريش في بداية ألأمر ولم يمنعوه من ألقيام بما يريد.
ولكن عندما بدءا يضايقهم طلبوا من عمه أبو طالب أن يخبر محمد أن يتركهم وشأنهم وهم بدورهم يتركونه وشأنه.
فقال لهم محمد((أرأيتكم أن أعطيتكم ما سألتم هل تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم))1
وفي هذا تصريح واضح بأنه يريد لهم الملك(قريش وعشيرته الأقربين ) الملك على العرب وأن العجم تطيعهم وتخضع لهم وتكون من رعاياهم .
وها هو محمد يصرح بهذه الغاية إلى سُرآقه بن مالك المدلجي عندما كان هذا ألأخير يحاول اللحاق به ليمنعه من مغادرة مكة والهجرة إلى يثرب.
حين قال له محمد ((كيف بك يا سُرآقه إذا تَسَورْتَ بسواري كسرى؟))
قال سُرآقه ((كسرى بن هرمز!))2
ولم تكن غاية محمد من الدعوة بخافية على أهل قريش .
فها هو أبن خال محمد (ألأسود بن عبد يَغوث) إذا رأى أتباع محمد قادمين وما هم عليه من حال مزرية وثياب رثة يقول مستهزأ بهم ((قد جاءكم ملوك ألأرض الذين يرثون كسرى وقيصر)).
وها هو محمد يرغب عدي بن حاتم بألأسلام وهو أي عدي رئيس في عشيرته وهو يعتنق الدين المسيحي .
(( قال يا عدي بن حاتم أسلم تسلم قالها ثلاثا
فقلت إني على دين
قال أنا أعلم بدينك منك !
ثم قال يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى وتقول إنما أتبعه ضعفه الناس ومن لا قوة لهم وقد رمتهم العرب مع حاجتهم .ولعلك إنما يمنعك من الدخول فيه انك ترى إن الملك والسلطان في غيرهم .و أيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم. فو الله ليوشكن المال أن يفيض عليهم حتى لا يوجد من يأخذه))3
مما لاشك في أن قوله ليوشكن المال أن يفيض عليهم حتى لا يوجد من يأخذه إشارة إلى ما سيحتلون ويملكون من البلاد التي تدر لهم بخراجها وجزيتها عدا الغنائم .
ومن كلامه أيظاً إشارة صريحة بأنه يطلب لهم الملك والسلطان من وراء الدعوة الدينية.
كما تشير إلى ذلك ألآية(( قل لهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء....))4
ومن فرضه الجزية على الكتابيين وتركهم على ما هم عليه من الكفر و الضلال حسب مفهومه لهو دليل أخر على إن الغاية من دعوته لم تكن للإيمان بالله,وينافي انه لم يرسل إلا لدعوة الناس كافة إلى التوحيد.
((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم ألأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) 5
ومن المعلوم إن الحج والطواف والعمرة كانت من التقاليد الوثنية فلماذا لم يقم محمد بإلغائها بعد أن كان يدعو إلى الله الواحد؟
إن إلغاء الحج يعني خسارة وجهاء قريش لأكبر مصدر من مصادر عيشهم وهذا ما لا يريده
محمد .فأن غايته هي أغناء أهله وعشيرته وجعلهم من الملوك و ألأباطرة وليس إفقارهم.
وذهب ألأمر بمحمد لكي يستميل أهل قريش إلى دعوته بان مدح أصنامهم
(( أفرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ,تلك الغرانيق العلا ,وأن شفاعتهن لترجى))6
أن محمد جعل فعله فعل الله ويده يد الله وبيعته بيعة الله
((وما رميت إذ رميت لكن الله رمى))7
((أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ))8
وإذا كانت دعوته إلى التوحيد فقط فما معنى إقران اسمه بلفظ الجلالة عند التلفظ بالشهادة وقبول الإسلام .وذكر اسمه في كل من الصلوات الخمسة بعيداً عن الدعوة إلى الله الواحد
((ومن المعلوم إن دعوة محمد لم تقم بمعجزاته أو بمعجزات القران بل قامت بسيوف الأنصار والمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة وحصول الدعوة على القوة المسلحة فصار يدعوهم إلى الإسلام وفي إحدى يديه القران وفي الأخرى السيف فلا يرعى لهم إلا ولا ذمة ولا يقبل منهم عذراً إلا الإسلام فان اسلموا فبها وإلا سل عليهم السيف فلا يغمده حتى يسلموا))9
ومما سبق نلاحظ أن غاية محمد من دعوته لم تكن محضة إلى الله بل إن دعوته كانت وسيلة إلى غاية أخرى وهي إقامة مملكة أو إمبراطورية على غرار ممالك بيزنطة وفارس يكون ملوكها وأباطرتها من قريش وعشيرته الأقربون.
الهوامش
*الحنيف ,جمعها حنفاء| حنيفيون ومعناها حرفياً كافر | ملحد,تسمية ساخرة أطلقها الوثنيون العرب في شبه جزيرة العرب ما قبل الإسلام على أولئك العرب الذين اعتنقوا عقيدة التوحيد وصاروا موحدين لا يعبدون إلا الله وحده ,الذي هو في اعتقادهم رب اليهود والمسيحيين
1.سيرة ابن هشام 2|417 ,السيرة الحلبية 1|349_350
2.ابن هشام 2|489_490 ,الحلبية 2|43_46
3.ابن هشام 4|578 ,الحلبية 3|225_226
4.سورة أل عمران الآية 26
5.التوبة الآية 29
6.النجم 8
7.الأنفال 17
8.الفتح 10
9.حل اللغز المقدس_معروف الرصافي
farok lalo- عدد الرسائل : 18
الموقع : tellskof.yll7.com
تاريخ التسجيل : 01/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى