لماذا نتناول القربان ونحن صائمون – بقلم / ألأب فادي هلسا
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: تراتيل وصلوات { أمور دينية }
صفحة 1 من اصل 1
لماذا نتناول القربان ونحن صائمون – بقلم / ألأب فادي هلسا
القربان المقدس مقدس فإيمان كنيستنا الأرثوذكسية
والكاثوليكية واضح كل الوضوح فبعد كلمات التكريس عل الخبز والخمر الممزوج
يتحول الخبز إلى جسد الرب الحقيقي الجوهري غير المنظور والخمر الممزوج إلى
دمه الحقيقي الذي سفكه على الصليب
ولو خرجت بعض المعتقدات تقول بأن العشاء الرباني كما
يقولون هي فريضة أمر بها الرب والخبز هو رمز للجسد والخمر رمز للدم ولكن
حين نتأمل في كلام الرب حين يقول جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ترى أين الرمز
هنا ؟
والنقطة الأخرى قال الرب هذا هو جسدي هذا هو دمي وهذه
ترجمة دقيقة من الأصل اليوناني . فاسم الإشارة هذا في اللغة العربية دقيقة
التعبير يشير إلى شيء حقيقي فعندما أقول هذا فلان فهو فلان بالحقيقة ولا
يحتمل أن يكون آخر .
فالكاهن يعيد القصة مصليا يردد كلمات الرب عينها لكنه
يستدعي الروح القدس على التقدمة والروح القدس هو الذي يعمل ويحول التقادم
إلى الجسد والدم الكريمين .
فالقربان المقدس هو سر الحب حب الله لنا فقد شاء أن نتحد به اتحادا سريا ليسكن فينا بالحقيقة المطلقة .
في الكنيسة الأولى كانت جماعة المؤمنين تجتمع في
البيوت يوم الأحد برئاسة الأسقف أو الكاهن يفتتحون الجلسة ببعض الصلوات
بعد أن يأكلون وجبة تسمى الأغابي أي مائدة المحبة يأكل منها الجميع الأسقف
الكهنة الشمامسة والشعب كله الغني والفقير صاحب السلطة والعبد القوي
والضعيف الذكر والأنثى على حد سواء .
ثم بعض الصلوات لشكر الرب على ما أعطى ثم تتلى رسائل
الرسل والعهد القديم ومقطعا من العهد الجديد ويتلو ذلك العظة من الأسقف
يوجه الشعب فيها روحيا ، بعدها يقدمون للأسقف أو الكاهن رغيفا من الخبز
وكأسا ممزوجة خمرا وماء فيصلي صلاة استعدادية للقيام بعمل الرب ويغسل يديه
ويتلو بعض طلبات المؤمنين لكي يرفعها مع التقادم المقدمة ثم يعيد المتقدم
( الأسقف أو الكاهن ) قصة تأسيس السر على شكل صلاة والكل واقف بخشوع
ينهيها بكلمات الرب خذوا كلوا ... اشربوا من هذا كلكم وبعدها يصلي ليستدعي
الروح القدس على القرابين ويحولها إلى جسد الرب ودمه الكريمين ثم يتلوا
طلبات ختامية فالرب حاضر منظور بالقرابين .
بعدها يمسك المتقدم بيديه بكل ورع الخبز المقدس ويجزئه
ويتناول هو والإكليروس ويناول الشعب كل واحد بيديه جزئا من الخبز المقدس
ثم يتناول المؤمن مباشرة من الكأس الدم الكريم ويأخذ المؤمنون بعض الأجزاء
المقدسة للمرضى في البيوت .
ولكن عبر التاريخ حدثت أمور أخلّت بقدسية تلك القرابين
عندها حرّمت الكنيسة تناول القربان المقدس بتلك الطريقة واقتصر تناول
المؤمنين فقط من يد الكاهن وإذا كان هنالك مرضى يذهب الكاهن للمريض
ويناوله تلك الأسرار المقدسة في البيت .
إذا كنت الكنيسة الأولى تُقلد عمل الرب بالتناول بعد
وجبة العشاء فمن أين جاءت عادة الصوم قبل التناول ولماذا فرضتها الكنيسة
والآباء القديسون ؟
السبب الرئيس في ذلك هو مدينة كورنثوس هذه المدينة قد
أتعبت الرسول بولس كثيرا لكثرة الوثنية فيها لدرجة أنه بعث لمؤمنيها ثلاث
رسائل فُقدت إحداها .
فقد كان أصحاب الأموال والمترفين يأتون للتناول
وبطونهم منتفخة أمامهم من الأكل الدسم الشهي بل إن بعضهم كان يأتي في حالة
من السُكر رافضين الأكل مع الفقراء والذين دون مستواهم الاجتماعي وأحدث
ذلك بلبلة في الاجتماع القرباني لذلك وبخهم الرسول بولس في رسالته الأولى
إلى كورنثوس الفصل الحادي عشر وبشدة على الاستهانة بجسد الرب ودمه لدرجة
أنه رشق غير المستحقين بالإجرام لجسد الرب ودمه حين يتناولون القربان
الإلهي وهم على هذه الحال وعزا لذلك كثرة المرضى والذين رقدوا عقابا لهم
على تلك الاستهانة .
ومن هنا تحركت الكنيسة عبر الآباء القديسين ووضعت
قوانين الاستعداد للتناول باعتبار الكنيسة هي المؤتمنة على الأسرار
المقدسة لتبعد عنها وعن المؤمنين تداعيات التناول عن غير استحقاق .
ويشتمل هذا الاستعداد على الاستعداد الروحي والاستعداد الجسدي .
الاستعداد الروحي :
1- امتحان النفس أن يمتحن الإنسان نفسه متذكرا خطاياه ويتضرع في طلب المغفرة والاعتراف أمام الأب الروحي لينال الحل من خطاياه .
2- مسامحة الآخرين متذكرين قول الرب ( فإن قدمت قربانك
وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك أترك قربانك على المذبح وصالح أخيك ثم قدم
قربانك ) .
3- يقضي ليلة التناول بالصلاة والتضرع فنحن الترابيين
لا نستحق الخبز السماوي لولا لطف الله ومحبته لنا وعلى المتزوجين سواء
الكهنة أو المؤمنين أن يتعففوا ليلة التناول ويومه مبتعدين عن كل شهوات
الجسد .
الاستعداد الجسدي :
يتضمن النظافة ما أمكن وأن يلبس الإنسان أفضل ما لديه فهو ذاهب للقاء رب المجد فعليه أن يأتي بما يليق .
ثم الانقطاع عن المأكل والمشرب لعدد من الساعات يختلف
من كنيسة لأخرى فمثلا نحن في كنيسة الروم الأرثوذكس نطلب من المتناولين
الانقطاع من منتصف الليل حتى الصباح أي يفطرون بعد المناولة مباشرة وكل
كنيسة لها رأي بحسب قوانينها
هذه الأسباب دفعت الكنيسة لما يسمى الصيام القرباني
وهو في النهاية أسلوب يفيد نفس المؤمن ويقول الآباء القديسون وعن تجارب
مارسوها بأن الصلاة التي تخرج من نفس الجائع تكون أشد حرارة من صلاة ذوي
البطون الممتلئة ويستطيع المؤمنون تجربة ذلك ليكتشفوا صحة ترتيب الكنيسة
الذي يعود بالنفع على المؤمنين ولتكن بركة التناول مع جميع المؤمنين .
آمين
ملحوظة : لتمام الفائدة أرجو من القراء الأعزاء قراءة الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الفصل الحادي عشر .
مواضيع مماثلة
» المطران مار باوي : لماذا إلـتحـقـتُ بالكـنيسة الكاثـوليكـية للكـلـدان ؟ القـسم الـثاني والثالث من محاضرته - بقلم مايكل سيبي
» ناهي ديمو مرقس يتقبل سر القربان المقدس
» إقتبال الطفل يوسف سامي القربان المقدس / سيدني - أستراليا
» ماثيو ونتالي مخلص متي اسكندر يتناولون السر القربان المقدس
» تفاعل كبير للجمهور خلال امسية روحية للاب فادي ثابت في تللسقف
» ناهي ديمو مرقس يتقبل سر القربان المقدس
» إقتبال الطفل يوسف سامي القربان المقدس / سيدني - أستراليا
» ماثيو ونتالي مخلص متي اسكندر يتناولون السر القربان المقدس
» تفاعل كبير للجمهور خلال امسية روحية للاب فادي ثابت في تللسقف
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: تراتيل وصلوات { أمور دينية }
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى