قرية تللسقف بين الماضي والحاضر
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: أخبار ونشاطات أهلنا في تللسقف
صفحة 1 من اصل 1
قرية تللسقف بين الماضي والحاضر
ألقس قرياقوس حنا
الموضـوع نقلا ( بتصرف بسـيط ) عـن مجلة ( قالاسـريايا ـ الصـوت السـرياني ) العـددان 19 و20 آب 1978 / كانون الـثاني 1979 ، وأنـه جهـد رائع بذلـه المرحـوم القـس قـرياقـوس حـنا في تسـجيل الكثير من تـراث تـلازقيـبا ـ تللسـقف عـبر الأجيـال ، هـذا التـراث الذي هـو جـزء من تاريـخ القـرية وتـطورهـا . . والذي لـولا جهـد القـس قـرياقـوس ( رحـمه اللـه وأسـكنه فسـيح جنـاته ) لكـان قـد ضـاع قسـم كبيـر منـه وطـواه النسـيان . . أنـه عـمل خـالد مــن القـس قـرياقـوس سـتبقـى تـذكره أجيـال تللسـقف بالثـناء والأمتـنان . . وأن موقـع تـلازقيـبا ـ تللسـقف ، اذ يعـيد نشـر هـذا الجـهد العـظيم ، فأنـه يقـوم بذلك أنطـلاقـا من أهميـة ما قـام بـه المرحـوم القـس قـرياقـوس . . ليـكون في متـناول القـراء جميعـا ولمعـرفة ما سـبق جيـلـهم من حيـاة تللسـقف الخـالـدة . .
( وفـيما يلـي نســخة واضـحة مـن الموضوع ، تـمت أعـادة كـتـابـتها عـن النسـخة المنشـورة فـي قـالاسـريايا ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الـمقـــدمـة
لقد اهتمت الأمم والشعوب بجمع تراثها القديم وتسجيله لما له من أهمية كبيرة في بيان الحضارة التي نشأت في ربوعها في للأزمنة الغابرة ، فأصدرت الكتب والمجلات لحفظها خوفا عليها من الضياع والنسيان ، وقام الكتاب والمؤلفون والباحثون بجمع كل ما وقعت عليه يدهم بعد البحث والفحص والتدقيق والسؤال ممن طعنوا بالسن لـذا نرى مكتباتهم زاخرة وعامرة بهذه الكتب والمجلات.
وأني بعد المطالعة فيما تيسر لي من كتب والسؤال من أناس تقدم بهم العمر وما سمعته وشاهدته في صغري ، أردت أن أسجل هذه الوريقات عن كل ما يخص قريتنا من العادات والتقاليد والصناعات والأزياء وغيرها من الأمور التي أصبحت بعضها غير معلومة عند شبابنا وأطفالنا في الوقت الحاضر حتى تسجل وتحفظ من الضياع والنسيان ، وهي تشبه أو هي قريبة الشبه في بعض الأوجه مع القرى المجاورة وتختلف عنها في بعض الأمور ، فأرجو المعذرة من القراء الكرام إذا فاتني شي لم اذكره أو بحث لم أعطي حقه كما أرجو المولى أن يوفقني بما فيه الخير والفائدة.
قــرية تللســقف
كلمة تللسقف هي كلمة سريانية أي تلازقيبا ، فمعنى الكلمة الأولى ( الـتـل ) ومعنى الثانية ( الصليب أو المرتفع أو المنتصب ) فبعضهم يقول إن في جنوبها ثلاث تلال ترمز إلى الصليب فيكون معناها تل الصليب ، والأخر يقول إن احد التلال مرتفع وعال فترمز إلى معنى التل المرتفع أو المنتصب ، وهناك رأي أخر يقول إن كلمة تللسقف كلمة عربية بمعنى ( تل أسقف أي تل الاسقف ) وهذا ما ذهب إليه ياقوت الحموي كما سنلاحظه فيما بعد.
تللسقف قرية كبيرة تسكنها حاليا نحو ستمائة عائلة تتبع قضاء تلكيف التابع لمحافظة نينوى و تتصل بمركز المحافظة بشارع معبد يمر بقرية باقوفة وباطنايا حتى يصل إلى تلكيف ومنها يسير حتى يتصل بالشارع الذي يربط الموصل بدهوك وتبعـد عن المحافظة نحو سبعة وعشرين كيلومتراً .
لقد أصبحت تللسقف في الآونة الأخيرة قصبة حديثة فيها كل ما يحتاجه الإنسان لسعادته ورفاهيته بعد إن كانت مهملة زمناً طويلاً، فالكهرباء ينير دورها وشوارعها والمياه تسير في الأنابيب لتصل إلى كل دار فيها بعد أن عانت الأمرين من الشرب من المياه القذرة والأسنة والشحيحة من الآبار التي كانت تسبب لأهلها أمراضا عديدة ومختلفة، وقد فتحت فيها مدرسة إعدادية كاملة بعد إن كان كثير من الطلاب يتركون الدراسة بعد إنهاء المرحلة الابتدائية، وفيها مركز شرطة ومركز صحي ومدرستان ابتدائية للبنـين ومدرسة ابتدائية للبنات ودائرة بريد وتلفون ، وقد كتب الأستاذ كور كيس عواد عنها في جريدة التآخي في العدد الصادر يوم الأحد 2/أب /1975 العدد 2000 مايلي:
( لقد ذكر باجر سنة 1852 إنهم كانوا 110 عائلات وذكر مارتن سنة 1867 إنهم يبلغون 1800 نسمة ، كان في القرية كنيستان في أيام ريج، لكن أحداهما أصبحت خرابا في زمن باجر وذكر مارتن كنيستين ويبدو إن أحـداهما جددت بعد ذلك ، إما تسمية تللسقف فمن الآرامية(تلا زقيبا) أي التل المنتصب لان في جانبها تلا مرتفعا، يروي ريج إن أهالي تللسقف حفروا في هذا التل فعثروا على ضريح فيه حجر كتب عليه اسم (تللسقف)، وحينما أوغلوا في الحفر عثروا على حجارة ثم بلغوا مدفنا يضم أواني زجاج ومصابيح تمكن ريج من اقتناء أنائين كاملين منها.قال أنهما يشبهان الزجاج المكتشف في بعض المواضع الساسانية والبابلية كالذي عثر عليه في طيسفون وبابل ، وفي خزانة الأبرشية الكلدانية في كركوك مخطوطة كلدانية قديمة كتبها أبراهام ابن بدعة التلسقفي سنة 1582. وفي خزانة دير السيدة مخطوطة كلدانية كتبها القس إبراهيم التلسقفي سنة 1793 وأخرى سنة 1794 وثالثة كتبها توما بن نيسان التلسـقفي سنة 1819. وفي خزانة برلين ثلاث مخطوطات كلدانية أيضا كتبت في تللسقف ، لتللسقف ذكر في معجم البلدان بخلاف القرى المهمة التي تقرب منها كتلكيف وباقوفة وباطنايا والقوش فأنها لأذكر لها فيه ، قال ياقوت الحموي في وصفها ( تل اسقف بلفظ واحد أساقفة النصارى قرية كبيرة من إعمال الموصل شرقي دجلتها ) .
وقد فتح فيها في الآونة الأخيرة فرع بلدي تابع لبلدية تلكيف وقد خصص له مبلغ من المال لتعبيد شوارعها الداخلية ولإنشاء سوق عصرية.
حولها قرى عديدة مثل قرية سريشكة ودوغات في شمالها وتبعد كل منها نحو ستة كيلو مترات تقريبا، وقرية حتارة كبيرة وتلسين ومسقلاط من الجهة الغربية، وكر اسحق وكان شرين من الجهة الجنوبية الغربية فيأتي أهالي هذه القرى لشراء السلع والحاجات المنزلية ولطحن الحبوب والتداوي في المركز الصحي في القرية ويبيعون فيها الحاصلات الزراعية والخضراوات والمواشي .
فيها كنيستان الأولى في وسط القرية وباسم مار يعقوب المقطع وفيها هيكلان بني الكبير منها قبل أربعين سنة تقريبا على أنقاض هيكل قديم جدا والثاني بناؤه قديم. والثانية في الجهة الشمالية من القرية وباسم مار كور كيس بنيت هياكله الثلاثة قبل عشر سنوات على أنقاض هيكلين قديمين .
في الجهة الشرقية واد تجري فيه المياه شتاء عند سقوط الأمطار ويفيض أحيانا على الدور المجاورة ويسبب أضرارا مادية كما حدث في سنتي 1963 و1974 عليه قنطرتان أحداهما متهدمة تقريبا والثانية كان يمر فيها الشارع الذي يربط القوش بتلكيف قبل تعبيد الشارع الحديث الذي يمر خارج القرية محاذ للدور التي تقع في الجهة الشرقية والشمالية ، وإذا عبرنا الوادي واتجهنا إلى الجهة الجنوبية نرى جدارا اثريا قديما وقد سألت عنه في صغري عدة أشخاص تقدم بهم السن فأفادوا بأنهم سمعوا من إبائهم وأجدادهم انه بقايا دير لمار افني مارن وكان عامرا بالرهبان ، ولهذا يوجد بئر على طريق القوش في الجهة الشمالية الغربية من القرية تسمى بئر( ايحيذاي) ومعنى هذه الكلمة في اللغة الآرامية (الرهبان) ويقال إنها كانت خاصة لهذا الدير يشربون ماءها العذب وبجانب الحائط بئر أخر ماؤه مر كان يستعمل لشرب الماشية والغسيل، وقد كان هذان البئران مسدودان مدة طويلة من الزمن فحفر أهل القرية الأول قبل ثلاثين سنة والثاني قبل عشرين سنة ويقال إن الرهبان حفروا البئرين بعد أن جفت العين التي كان مائها يجرى للقرية بواسطة ساقية ويشرب منها الأهالي والرهبان والى يومنا هذا يوجد أثار تدل على هذه الساقية والطريق الذي يؤدي إلى قرية سريشكة يسمى طريق( شقيثا) أي ساقية نسبة إلى الساقية التي كانت تجري بها العين المذكورة وكان منبعها في الأراضي الواقعة بين قرية سريشكة ودوغات، ويروي بعض الأهالي إنهم قد سمعوا من إبائهم إن هذه العين كانت تدير رحى في المحلة المسمى(دكي) ألان وقد كانت أثارها موجودة قبل بناء الدور في هذا المكان وكانت ملكا للرهبان يطحن فيها الأهالي ويدفعون لهم الأجرة، ومن الروايات التي تروى- إن شخصا مر في تللسقف في صغره قادما من شمالها قاصدا جنوبها مسافرا إلى بلد بعيد ، ولما أصبح شيخا فقد بصره ورجع مع أولاده إلى موطنه الأصلي فمر في تللسقف فلما علم انه قريب إلى قرية ما سأل أولاده عن المحل الذي وصلوا إليه فأخبروه إنهم وصلوا إلى قرية تللسقف ولما كان راكبا على حماره أحنى رأسه فقال له أولاده لماذا حنيت راسك ياابتاه؟ فقال أخاف إن تمسني أغصان الأشجار الكثيفة. فقالوا له لا يوجد هنا لا غصن ولا شجرة فقال وكيف لا يوجد هنا أشجار فلما مررت من هنا وأنا صغير كانت الأشجار ملتفة حول هذا الطريق؟ ويقال إن سبب انقطاع جريان العين هو:-إن الرعاة كانوا ينزلون في أراضي تللسقف والقرى المجاورة لها بعد الحصاد لرعي مواشيهم ونظرا لحاجتهم إلى الماء يكثر نزولهم في هذه الجهة ، وفي أحدى السنين رأى شابا منهم بنتا جميلة من قرية سريشكة فخطفها واركبها على الفرس خلفه وسافر بها إلى بلده في جنوب العراق ولما سأل أهلها عنها قيل لهم إن شابا غريبا من الرعاة قد خطفها ولهذا قام أهل قرية سريشكة بالتعاون مع أهل قرية دوغات بسد هذه العين ويقال إنهم وضعوا الكجة في باديء الأمر ثم الحجارة فالتراب حتى جفت تماما وتوجد حكاية في القرية سمعتها من صغري من والدتي تدعى حكاية نسيمو ، تروي حادثة اختطاف هذه البنت.
إن شابا غريبا اختطف بنتا من أهالي أحدى القرى المجاورة لتللسقف اسمها نسيمو( نسيمو د سريجاي...مؤ رقا لنخرايي....مونخثا لأثرا ختاي ) نسيمو من سر يشكا ... خطفها الغرباء... وانزلوها إلى البلاد الجنوبية ، وكان لها ثلاثة أخوة فأراد الكبير إن يذهب ويفتش عنها فقال لامه..... اعملي طعام سبعة ايام وزاد سبعة سنين لاذهب وافتش عن اختي نسيمو .فقالت له ....اولادك اذا طلبوا ماء اسقيهم...واذا طلبوا الطعام اطعمهم .. وإذا طلبوا أب من أين اجلبه لهم فعدل عن الذهاب.فجاء اله.سط وقال لامه اعملي لي طعام سبعة أيام وزاد سبعة سنين لأذهب وأفتش عن أختي نسيمو.فقالت له.. عرقك موجود في الجرة.. ومهرك موضوع في كفية.. فان ذهبت عرقك يقلب ماء وعرسك يصبح عزاء فعدل عن الذهاب ، فتقدم الصغير وقال..(يمي خلابخ يمي..وذلي ايخالا دشوا يومي..وزوادا د شوا شني..دزالي جيلن لخاثي نسيمو..) متوسلا بأمه.. أمي عوضك أموت ياامي..اعملي لي طعام سبعة أيام.......وزاد سبع سنين...لأذهب وأفتش عن أختي نسيمو. فقالت له (يابروني خلابخ يموخ.. اقلاثوخ بيشي خكوشي..وبركاثوخ شروياثا) يا ابني عوضك تموت أمك أرجلك تبقى مثل قضبان الحديد (من كثرة السير) وركباك مثل قرص نعناع ، فقال اذهب ياامي مهما حدث لي فلم تتمكن إن تقل له شيئا بل هيأت له ما أراد فحمله على ظهره وسار من بلد إلى أخر وهو يسال عن أخته حتى وصل إلى قصر عال جدا في أحدى المدن فاستراح تحت ظله في يوم اشتد حره واخذ به التعب فأضناه فرأته سيدة الدار فقالت لخادمتها إن تطرده لان ثيابه وسخة وممزقة ورائحته كريهة لا تتمكن إن تشتمها فقالت له أيها الأجنبي اذهب من إمام قصرنا لكي لا يأكلوك كلابنا...وتمزقك قططنا، فقال لها لا اقوم من إمام قصركم حتى إذا أكلتني كلابكم ومزقتني قططكم ، فعادت وأخبرت سيدتها بأنه لا يقوم ولا يرحل فجاءت السيدة وقالت له أيها الغريب قم من إمام قصرنا لكي لا ياكلوك كلابنا...وتمزقك قططنا، فقال لها لا اقوم من إمام قصركم حتى إذا أكلتني كلابكم ومزقتني قططكم فبكى واخرج كفية من جيبه ووضعها على عينيه فلما رأت هذه الكفية قالت له إذا سرقت هذه الكفية اخبرني وإذا نهبتها من شخص فحدث لي. فقال لها حاشا علي أن اسرق وحاشا علي أن انهب فقالت له إذا من أين لك هذه الكفية.فقال لها قد غزلت خيوطها أمي العجوز ونسجها أبي العجوز ونقشتها أختي نسيمو.فعرفت انه أخوها فقالت اطلب من الله تعالى إن تعيش ثلاثة أيام في الأول اسبحك وأبدل ثيابك وفي الثاني أسقيك وأطعمك وفي الثالث اجلس بجانبك وأسالك, وأخذته إلى القصر ولكن حالما وصل إليه توفي فحزنت عليه حزنا عظيما.
وكان في القرية رجل توفي قبل عشرين سنة عن عمر ينيف عن الثمانين عاما كان يقول انه يعرف محل العين ويسعى لاستخراجها ولا يموت إلا إذا رآها تجرى ويصل ماؤها إلى القرية وقد دله على موضعها جده، ويروى إن العشب ينمو حولها ولكنه لا ينمو فوقها أبدا وقد أراد أهل القرية حفرها عدة مرات ولكن كلما ذهبوا في النهار وحفروا جاء أهل القريتين وارجعوا التراب إلى محله ليلا وقد جلبوا أناس لهم خبرة وإلمام في تجمع المياه فقالوا إن ماءها قد تفرق إلى أماكن أخرى فلا حاجة إلى حفرها, لذا اعتمدوا على الآبار فكان كل بئر يحفر في داخل القرية يكون ماؤه مرا ويستعمل للغسيل والاستحمام وشرب الحيوانات والبئر الذي يحفر خارج القرية يكون ماؤه عذبا غالبا إما في الشتاء فيعتمدون على المياه التي تتجمع في محل يسمى ( شيوا) خبراء ويبقى أحيانا إلى بداية الصيف حيث يصبح اصفرا من الضفادع التي تعيش به والإعشاب التي تنمو فيه وكان اثنتان منها في الجهة الشرقية من القرية واحدة كبيرة وإمامها أخرى صغيرة تسمى(كلولتا) واثنتان منها في الجهة الغربية وأخرى في الجنوبية الغربية وتسمى(كلولتا) وفي كل سنة عندما تسقط الأمطار يجتمع شباب القرية وينظفون أرضها من الأوساخ التي تتجمع فيها في الصيف ويضعون التراب على أسوارها لتقوى وتتجمع فيها كمية كبيرة من المياه.
طراز البناء(العمارة الشعبية القديمة)
كانت الدور التي يسكنها إباؤنا وأجدادنا دور ضيقة وغير صحية تشغل مساحة قليلة من الأرض خاصة في القرى والأرياف وكانت محصنة خوفا من اللصوص الذي يزعجون راحة سكانها بسرقة الحيوانات وما تصل إليه يدهم, وهذه الدار التي سأصفها فيما يلي هي أحدى الدور التي تتشابه مع الدور الأخرى مع فارق بسيط وهي الدار التي ولد فيها والدي وأجدادي وكان الطابق السفلي يعلو قليلا عن الأرض نحو متر تقريبا ولهذا كانت لا تسقط لسنين طويلة لتقارب الغرف مع بعضها ولتماسكها مع الدور المجاورة وقد كانت عمتي التي توفيت قبل خمسة وعشرين سنة عن عمر ينيف عن التسعين سنة تقول إن جدها لا يتذكر متى بنيت هذه الدار ولازالت صالحة للسكنى إلى يومنا هذا إذا أجريت فيها بعض الترميمات البسيطة. المواد المستعملة في البناء هي:الجص، الحجر، الأجر، الحلان، المرمر، الطين.
1 ـ الجـص
كان الجص سابقا ينقل بواسطة الحيوانات بما يسمى(سولا) وهو عبارة عن عدة خشبات مثبتة مع بعضها ومتفارقة بحيث تشكل صندوقا قاعدته اصغر من الأسفل بوضع كل واحد منها في طرف الحيوان ويربطان معا بحبل، يستخرج هذا الجص من الكند وهي مرتفعات بين تللسقف والقوش على بعد سبعة كيلومترات تقريبا بواسطة البارود حيث ترتفع بذلك قطعة كبيرة ثم تكسر إلى قطع منا سبة او بواسطة رفع قطعة كبيرة بواسطة موخل من حديد وما يسمى عندنا(مجباي) ثم ينقل إلى خارج القرية حيث يبنى الكور من الطين واللبن فوق حفرة عميقة بشكل قبة دائرية فيها كوى عديدة وكبيرة ولها ممر طويل من الجانبين لإسناد الجص ولرمي التبن عند حرقه فإذا أصبح الكور والجص جاهزين اخبر الشخص الذي يرغب أن يباشر بالبناء جيرانه وأقاربه وأصدقائه بان يجتمعوا عصرا عند الكور لمساعدته فيجتمعون ويحملون الجص الى رجل جلس فوق الكور ليعقد عقدا فوق كوى الكور وبعد أن ينتهي من ذلك يضعون قطع الجص فوقها الى أن ينتهي ما عنده من الجص وتجتمع النساء وتهلهل حتى تقوي همم الرجال ويبدون الغيرة والشجاعة ويغني احدهم ويردد الباقي عليه، وفي اليوم الثاني يأتي أهل الدار ومن يساعدهم من الأصدقاء ويجمعوا القطع الصغيرة بواسطة زمبيل يشترى من قرية باطنايا ويضعونها فوق الكور وفوقها الخرشان التي جلبت من الدار بعد هدم غرفة أو قسم منها واذا ليس له ما يكفي لذلك اشترى من احد له زيادة عن حاجته حتى يبقى الكور كمخروط قاعدته الى الأسفل ، ثم ينقل التبن من البيادر بواسطة(خرارة) وهي عبارة عن كيس كبير ينسج في القرية من الصوف وشعر الماعز تسع نحو أربع كواني كبيرة تستعمل لنقل التبن ويكفي للكور الواحد نحو 100-150 خرارة تقريبا.ثم يأتي رجل له خبرة بحرق الكور ويبدأ عمله عصرا فيستمر في رمي التبن مدة يومين أو ثلاثة حتى يعلم إن الجص قد استوى تماما. فيترك نحو أسبوع ليبرد ويأتي أهل ومن يساعدهم وينشرون الخرشان والجص ويضعونها على ما يسمى(مختر) وهو عبارة عن محل دائري ثم يؤتى بدابتين تربط معا بنير فوق رقبتيهما لتجر ما يسمى(ميدرون) لدق الجص وهي عبارة عن قطعة حجرية بشكل متوازي المستطيلات طولها نحو ثمانين سنتمترا وطول ضلع قاعدتها خمسة وعشرين سنتمترا ولها أربع أوجه فإذا صار الجص ناعما يسردونه بسراد وما يبقى فوقه يوضع ثانية ليدق حتى يصبح جميع الجص ناعما.
2- الأحجار
وتنقل من الكنود وبواسطة الدواب وسولا أيضا وتستخرج بالبارود والموخل وتكون كمية الأحجار اللازمة قليلة لان صاحب الدار يكون له مقدار منها اذ قد تهدمت له غرفة اواكثر فيأخذ أحجارها ويبني بها فإذا احتاج الى كمية قليلة نقلها لان البناء كان سابقا بنفس الدار فلا يوجد بناء دور جديدة إلا ما ندر فكل رجل يكون له ولد أو ولدين وما قل ثلاثة أولاد فإذا تقاسموا اشتروا دار رجل مات ولم يترك أولادا أما الزيادة التي حصلت في القرية فقد حدثت منذ أربعين سنة تقريبا ثم أخيرا استعمل الناس لنقل الجص والحجر العربة التي تجرها الحيوانات وبعدها السيارات.
3- الآجر
ويسمى الواحد منها في اللغة المحلية (كورتا والجمع كورياثا) ويصنع في القرية على شكل مربع طول ضلعها نحو خمسة وعشرون سنتمتر وبسمك ثلاث سنتمترات ويعمل من الطين والتبن بواسطة قوالب خشبية وبعد أن تجف توضع في كور يشبه الاكوار القديمة التي يصنع فيها الطابوق في بعض القرى المجاورة لمدينة بغداد ويشعل التبن لحرقها، ولم أرى عملية صنع الآجر في صغري ولكني رأيت بعض الاكوار المتهدمة وكان الآجر يستعمل للسقوف لخفتها.
4- الحلان
ولونه احمر فاتح يفنى بسرعة خاصة إذا لامسته مياه الأمطار ويتناثر كالتراب وخاصة أن جميع دور القرية كانت بدون تكحيل من الداخل والخارج وكان يستعمل لعقد الباورسيق وأحيانا للبناء وخاصة في الأساس لأنه يقال إن الجرذ والفئران لا تتمكن من حفره لأنه ينزل مثل التراب على عيونها ويعميها ويستعمل لرخصه ولسهولة استخراجه وقرب المحل الذي يوجد فيه فيكون على سطح الأرض في بعض المحلات ولم أر في أحدى القرى المجاورة من يستعمله.
5- المرمر
كان يجلب من تلكيف اوالموصل ويستعمل في الأبواب والشبابيك ويحفره النقار.
6- الطين
كان بعضهم ممن لا تساعده حالته المادية يبني داره أو قسما منها بواسطة الطين واللبن.
7 ـ البناء:
بعد أن أصبح كل شيء جاهزا وقد حفر الأساس الذي يكون عمقه متر الى مترين تحت أرضية الغرفة المراد بنائها ويدك بالحجارة لمدة يومين اوثلاثة بعد رشه بالماء في كل مرة حتى يكون قويا ولا ينزل تحت البناء لان الأرض في داخل القرية ترابها اسود ولا يوجد فيها ما يسمى (حري) مما يدل إنها قد بنيت منذ زمن قديم اذ يجدون دائما عند الحفر أساسات قديمة تخالف المحلات التي يحفرون فيها الأساس لغرفة قد تهدمت وأحيانا يجدون قطعا من العملة الذهبية أو الفضية في جرار أو شربات اذ يقال إن الأوبئة كانت تنتشر سابقا في القرية وما جاورها فيترك أهلها دورهم بعد أن يحفروا في الأرض ويضعون ما يملكونه من الحلي والنقود بعد أن يأخذوا قسما منها لنفقتهم فإذا توفوا في المحل الذي ذهبوا إليه بقي هذا المال في محله أو كانوا يأتون الى القرية غزاة فيقتلون الرجال وينهبون النساء والأموال فيضطر الأهالي الى الفرار للنجاة بأرواحهم, وعندما كنت صغيرا كنت اسمع أن الأم إذا أرادت إن تسكت طفلها الذي يبكي تقول له (ثيلي مخاي بسيبا) جاءوا من يضربون بالسيف أو( ثيلا نجدة ) جاء نهب مما يدل إن القرية قد شاهدت من الويلات والمصائب وان البنت قد تعلمت من أمها هذا القول وصارت تستعمله حتى وإنها لم ترى هذه العملية بعينها.وقد سمعت من شخص قال إن جده روى له إن وباء قد حصل في القرية ومات فيه عدد كبير فلما ولى جاء الرجال الى القرية فعدهم احدهم فكانوا اثنين وسبعين رجلا فقط.
يذهب الرجل الى مدينة الموصل ومعه دابة ليركب عليها البنـّاء ويؤجر أهل الدار عصرا للعمال، والبنّاء لاينام عادة في الدار التي يبني فيها بل في دار صديق له إلا إذا خرج للمرة الأولى الى القرية فينام عند هذا الرجل, وفي الصباح وقبل شروق الشمس يحضر العمال ويفطرون مع أهل الدار باقلاء وحمص وقد وضعت في زير ( مـركن ) في التنور وبعد شرب السيكارة أو الغليون يجلس الجبالان متقابلين بينهما جص ينقله شخص بغارة تصنع من البردي على دابة وبجانب كل منهما اناء فيه ماء يسمى (قحفة) وهو اناء من طين مفخور يشبه نصف برميل نفط كبير والماء تنقله امرأة بجرة فوق كتفها حيث يسحبه رجل من بئر داخل القرية بدلو من جلد بواسطة حبل خاص يجذل في القرية من البردي وقد نصبت خشبتان بينهما بكرة يمر فوقها الحبل فيدوسه برجله عدة مرات حتى يخرج الدلو ويفرغه في حفرة بجانب البئر حتى اذا جاءت المرأة غطست فيها جرتها حتى تمتليء وذهبت وافرغتها امام الجبالين وهؤلاء يعطون الجص الى البناء فياخذه ويرميه في الاساس بكفه وبجانبه رجل يسمى مروّج يعطي له الاحجار وقبل إن ينتهي الجبـّال الاول يبدا الثاني وهكذا يتناوبان بالعمل واذا انتهى البناء من ملىء الاساس بالحجر والجص ووصل الى مستوى ارض الغرفة ذهب الى زاوية منها ووضع بضعة احجار فوق بعضها وبيده مسطرة طويلة وشاقول ليتاكد إن الحائط عمودي ومستقيم ذهب الى الزاوية الاخرى وبنى عدة احجار بارتفاع الزاوية الاولى ومد بينهما خيط وبدأ بالبناء وتسمى هذه(خراز) وبعد الانتهاء من البناء في هذه الجهة يذهب ويبني في الجهة الاخرى حتى يكمل بناء الجدران الاربعة ثم يطبقها من الداخل اذ يضع احجار اصغر من السابق وفي الوسط احجار صغيرة ولايترك فراغا بل يملؤه بالجص فاذا انتهى بنى خرازا اخرى فوقها حتى يصل الى المحل الذي يرغب إن يعقد العقدة. وفي العاشرة تقريبا يجلسون للاستراحة ويقدم لهم (بثخاثة) أقراص مع الجبن والبطيخ والشمزي اذا وجد مع حفنة من زبيب لكل منهم وتسمى هذه الاستراحة(بثختا) أي قرصة نسبة الى ما يعطى لهم وفي الساعة الواحدة بعد الظهر يجلسون ثانية للغداء حيث يقدم لهم (بثخاثا) قرص مع الجبن أو البيض المسلوق والمخضرات وبعد الأكل والاستراحة الطويلة نحو ساعة من الزمن أو أكثر يقومون للعمل حتى غروب الشمس لان العمال كانوا يشتغلون من شروق الشمس حتى غروبها وفي العشاء يقدم لهم العدس أو(كركر كروسة) البرغل الخشن أو مذيرة (سوف يأتي شرحها فيما بعد عند الكلام عن الأكلات الشعبية.
أما البناء فلا ياكل مع العمال بل يقدم له صباحا بيضتين مع حليب أو قشفة فوق لبن، وفي الساعة العاشرة يقدم له بيض مقلي فوق عسل اودبس أو ما يسمى( بصل مكور مش)بصل مع لحم مفرومين معا. أو برغل فوقه لحم، وفي الغداء يقدم له برغل فوقه لحم أو كشكاء وفي العشاء يقدم له ديك مشوي مزة مع ربع عرق فيشرب ثم يقدم له البرغل مع المرقة بدونها، والمروج عادة يأكل مع البناء, وكان أكثر الناس لا يؤجرون من العمال غير الجبالين والمروج أما بقية الأعمال من كسر الاحجار الكبيرة وتقديمها امام المروج وتقديم الجص امام الجبالين فيقوم بها أهل الدار ومن يساعدهم من الجيران والاصدقاء والأقارب وهؤلاء المساعدين يبقون ويشربون مع البناء وأهل الدار. فأذا صار الجداران بعلو مناسب يبدا البناء بالعقدة فاذا كانت الغرفة مستطيلة كانت العقدة جمالية فيضع الشبثة على الحائطين المتقابلين الطويلين ويسمى هذان الحائطان (خاسر) ثم يعمل شبثة من جص فوقها ويسمى الحائطان الاخران( مرا) اما اذا كانت الغرفة مربعة اوتقرب من ذلك عمل الشبثة على الحيطان الاربعة وتسمى العقدة بكداشية ثم يعقد بالخرشان او بالاجر حيث يصعد بعضهم الى فوق فكلما وضع البناء اجرا مسكها احدهم حتى يتماسك الجص ويتركها ليمسك غيرها وهنا يجب إن يكون الجص شدادا حتى يجف بسرعة،اما في البناء فلا يرغب البناء إن يكون شدادا واذا كان كذلك طلب من أهل الدار إن يضعوا جزة صوف في حفرة المياه حتى تنحل قوته.وهنا يطلب البناء من صاحب الدار إن يرتقي البناء وله ليمسك الاجر وقبل إن ينتهي من العقد يمسك يده من الداخل ويضع فوقها الجص والاجر ويقول لوالده تعهد بالحلاوية والا تركت يد ولدك بين الجص والحجارة فيقول له بانه سيدفع له ما يرغب واذا لم يصعد ولد يترك دائرة صغيرة في وسط العقدة ويقول بانه لايكملها اذا لم يدفع له الحلاوية فيقول له عين عيونك ماتطلبه فهو حاضر فيتم العقد ويترك كوة صغيرة في وسط العقدة لدخول الشمس والهواء ولخروج دخان المواقد في الشتاء لانه لايوجد في الغرفة شبابيك بل يعملون بعض كوى صغيرة في الحائط اذا كان هناك حائط غير ملاصق لبنايةاخرى لهم او لجيرانهم ، ثم يصعد الى السطح ويضع حبوب او جرار مكسورة او حمراء لاتباع او عتيقة في البواسيق ويثبتها بالجص اويعقدها عقدا صغيرة خاصة اذا كانت العقدة بكداشية حتى يتساوى السطح تماما . او يعقد عقدة واحدة طويلة من كل جانب تسمى (خشيما) شخيم يوضع فيها الحنطة او الشعير بعد تسييعه بالجص من الداخل ،ثم يسطحه بطبقة من الجص بواسطة الكف فيضعون فوقه الحجارة الناعمة والخرشان ويضع فوقه طبقة من الجص فيه ماء اكثر من الجص المستعمل للبناء ليدخل بين الخرشان والاحجار ويتماسك معها بقوة ثم ينقل الجص بصحون ويمسك بيده المالج حتى يصبح السطح املس لاتدخل فيه المياه ثم ينزل ليسسيع ارض الغرفة، وكان الجص الذي يحرق بالتبن ويدق بالميدرون يقاوم الامطار الغزيرة المتساقطة في منطقتنا وردلازالت بعض البيوت التي بنيت قبل خمسين سنة وقد سيعيت به لايتخلل المياه في سقوفها الى الان بينما الجص المحروق بالنفط والذي دق بالماكنة لايقاوم الامطار ابدا ولهذا قام الناس بتسييع السطوح بالاسمنت غير المسلح حتى اذا كانت العقدة بشلمان او عقدة قديمة.
8 ـ وصف البيت:
نحن سائرون في طريق من الشرق الى الغرب لقد وصلنا امام باب الدار فنتجه الى الجنوب فندخل فسحة مربعة الشكل طولها ثلاثة امتار نرى في الجهة الشرقية منها باب الدار مجاورة تتجه الى الغرب وفي الجهة الغربية جدار اخرى لدار اخرى مجاورة وتتجه الى الجنوب وندخل بباب خشبي مكون من صفاقتين دقت فيها مسامير ذات رؤس كبيرة بشكل دائرة مقعرة من الداخل فوقه شريط من الحديد وهذه المسامير تثبت على خطوط مستقيمة لتزيين الباب وفي كل صفاقة زائدة من الاسفل تدخل بحفرة في الارض تسمى(سيورته) سوارة وزائدة في الاعلى تثبت في سقف الباب وفي احدى الصفقاقتين وفي حافتها المنطبقة على الصفاقة الاخرى خشبة بعرض اربعة سنتمتر دقت فوقها بهذه المسامير لتنطبق الصفاقتين تماما ولايبقى المجال لدخول عصا او يد بينهما وفي احداهما فتحة تدخل فيها اليد لغلق الباب او فتحه من الخارج بواسطة مفتاح فيه مايسمى(قلقولياثا) قلاقيل يدخل في (قفيصة) بلطات فيحرك مزلاج يسمى(دورا) ليدخل في ثقب خشبة دقت في الصفاقة الاخرى . عرض الباب مترا والبناية المحيطة به نصف متر من كل جانب فيكون عرض الدار عند دخولنا عليه من الجهة الشمالية ثلاثة امتار فقط فندخل الى الحوش ونسير فيه نحو اربعة امتار فيزداد عرضه من الجهة الغربية وهنا قد بنى دام يستعمل كمحل للتنور والحمام والمطبخ وهو مشيد من الطين واللبن لانهم كانوا يقولون إن الجص لايقاوم الحرارة الشديدة الناجمة من كثرة استعمال التنور وسقف بواسطة خشبة كبيرة تسمى (مدا) وضعت طوليا في الوسط وتكون مرتفعة عن الحائطين الاخرين ثم توضع منها والى كل حائط من الجانبين اخشاب اصغر تسمى(شقل) بحيث تكون مرتفعة من جهة الخشبة الكبيرة وواطئة من جهة الحائط ثم توضع فوقها سيقان نبات يسمى(قراميش) وهو يشبه البردي ينمو في وديان دائمة الجريان تسمى( روبار) يشتريها أهل القرية من اهالي القرى المجاورة حيث يجلبونها على الدواب لبيعها ثم يوضع فوقها (قصالة) وهوسيقان الحنطة الباقية بعد حصادها او نوع من الشولا يسمى(خاتا) ثم تسييع في الطين ولابد لكل إن يكون فيه هذا الدام نظرا للحاجة الماسة اليه اذ يستعمل كما قلنا لهذه الاغراض :
اولا : التنور
كان التنور سابقا يصنع في القرية فبعض النساء لهن خبرة في صنعه واذا لاتتمكن من ذلك دعت احدى جاراتها لتساعدها وتعلمها كيفية عمله ن وهو يعمل من الطين الحر والتبن ويصقل من الداخل والخارج بخشبة تسمى(مسرقتا) أي مشط وبعد إن يجف يؤتى بحجر صغير يشبه حجر الجاروش ويصقل به ثانية من الداخل ثم يوضع في المحل المراد ثم يسجر نحو اربع اوخمس ساعات متقطعة بواسطة البعر والتبن ثم يسجر بزمبيل من عظام جمعت لهذه الغاية ويؤتى بدم ويوضع فوقه من الداخل وبذلك يصبح جاهزا للخبز وقد اشتهرت قريتنا بخبز الرقاق المسمى(رقا) رغيف كما اشتهرت بذلك القرى المجاورة لها ومدينة الموصل، فتجتمع نساء الدار ومن يساعدهن من الجارات بعد إن تكون قد عجنت كمية من العجين فيما يسمى(ساتا) سابقا وهي اناء من الخشب حفر بحيث اصبح رقيقا مثل الطشت يسع نحو وزنه من الطحين (الوزنة 13 وثلث كيلو غرام) ثم ترك استعمالها بعد انتشار النحاس اخيرا او التوتيا مؤخرا بعد إن تضع فيه كمية من عجين مخمر وضع فيه مايسمى (بخمير) أي بيت الخمير وهي عبارة عن اناء من الفخار له قاعدة من الاسفل ويدان يوضع فيهما الخيط وتعلق بخشبة دقت في جدار لحين الحاجة ، واذا لم يكن للمراةعجين خميرة طلبته من جاراته على إن تملا هذا الاناء الذي اخذته وترجعه الى صاحبه وتجلس النساء وامام كل منهن ( خوانا) فرشة خبز وتاخذ قطعة من عجين تقطعه بسكين وتدعكه ثم تقطعه قطعا صغيرة الواحدة لتكفي لعمل رغيف تسمى(دعكثا) وتعطيه لامراة اخرى بيدها (كروما) شوبك وهذه تكبر هذه القطعة لتصبح بقدر القرصة التي تباع في اسواق المدينة ثم تدفعه لامراة اخرى بيدها(كيرا) نشاب وهي تلفه عليها وتفتحه حتى يصبح رغيفا وتطويه وتضعه على مايسمى(منزق) ملزق حتى يجتمع عندها نحو خمسين رغيفا وهناك امرأة اخرى قد سجرت التنور فتاخذ ماتجمع وتفرشه على الملزق وتلصقه على التنور وتاخذ غيره وتضعه بجانبه حتى يمتليء التنور وكلما استوى رغيق اخذته ووضعت غيره محله حتى لايبقى شيئا فوق الملزق وتسجل التنور مرة ثانية وتاخذ ماتجمع لديهم حتى ينتهي العجين فتسجر نحو خمسة او ستة مرات وذلك حسب عدد النساء اللواتي يشتغلن ، واذا لايوجد هذا العدد من النساء تقوم واحدة بعملتين او اكثر من هذه الاعمال واحيانا امراة واحدة تقوم بجميع العمليات ويخبز في التنور انواع مختلفة من القرص ومنها :
1- تخراثا (دكرسا) اقراص الجريش:
تجرش الحنطة بواسطة جاروش اذ تذهب المراة عند جيرانها اذا لم تكن موجودة في دارها وتجرش هناك كمية من الحنطة او تحملها الى دارها وتصنع من هذا الجريش قرص بقطر 15 سنتمتر تقريبا وذلك في اليوم السابق لعيد الصليب الواقع في 14 ايلول او في يوم السبت قبل احد السعانين الواقع قبل اسبوع من عيد القيامة او في ايام الحصاد اور في بعض الايام الذي يشتهون اكل هذه القرص وبعض النساء تعمل منها خبز صاج بقدر القرص التي تباع في المدن.
2- تخراثا دكركر- قرص برغل:-
وتصنع من البرغل الناعم ومن الجريش المار الذكر وتكون اصغر قليلا من قرص الجريش وتضع المراة اصابعها الخمسة فوق القرصة وتعمل عادة بعد عمل البرغل وفي اوقات مختلفة من السنة حتى يتخلصوا من البرغل الخاص بها .
3- تخراثا دتؤل وطاحن:-
قرص الكزبرة والطحينية : وتعمل في يوم الاربعاء الذي ينتصف فيه الصوم الكبير وذلك يثرم البصل كم يثرم للكبة وخلطه مع الطحينية ثم يوضع فوقها الكزبرة التي دقت ناعما ثم يئتى بعجين الطحين ويحشى بهذا المخلوط كما تحشى الكبة ثم تخبز في التنور .
4- جثخاثا –قرص :
وهـي قرص عادية كالتي تباع في اسوا ق المدينة تخبز في ايام الحصاد والبناء او عند نفاذ خبز الرقاق والنساء ليس لهن مجال لخبزه او تعمل خبز صاج .
5- جله:-
وهي كالقرص العادية ولكن يعجن معها مايسمى(سسق) وهي بقايا الشحم المذاب ، اذ كان الشحم غالبا يستعمل للطبخ وحده او بعد خلطه بدهن الغنم او اذا فضل برغل في المساء تقوم المراة صباحا وتعجنه مع الطحين وتخبز منه مايسمى جله ، او عند اذابة الزبد تضع فيه برغل فتاخذه وتعجنه مع الطحين وتعمل منه مايسمى(جله ددويثة) .
6- كليجة:-
وتصنع قبل عيد الميلاد أو قبل عيد القيامة، وكان الناس سابقا يعملون كليجة مما يسمى حلاوة ومن التمر، وهذه الحلاوة تصنع من طحين يوضع قليلا فوق النار ويسمى(بوخن) ثم يخلط مع دهن ودبس الزبيب ثم تحشى القرصة بهذه الحلاوة وتكون كليجة كبيرة جدا إذ تكون القرصة اصغر من الرغيف قليلا ثم تنقش بواسطة ما يسمى منقاشا (المنقش) وهو عبارة عن خشبة قاعدتها دائرية دقت فيها مسامير ومن الأعلى بشكل دائري لمسكه بالأصابع فيضرب على الكليجة وحلاوة فينقشها بواسطة المسامير، إما كليجة التمر فكانت اصغر منها ولكنها كانت اكبر بكثير من كليجة التي نعملها في الوقت الحاضر وكانت تنقش بواسطة مفتاح صغير فيه ثقب وكان النوعان يقرصان باليد.
عدا هذا كان التنور واسطة لوضع البرمة فكانت المراة في كل مساء خاصة في الشتاء تسجر التنور وتضع فيها البرمة ليفطروا بها صباحا والأنواع التي توضع فيها هيا:
1- هريسا
وهي من الحبية وقليل من الحمص واللحم المكبوس.
2- مرقه:
وهي حمص مع لحم وبصل أو راس ورجلين المسماة (باجة) وعندما يخرجون ألمرقه يثردون الخبز أولا ويضعون عليه قليلا من مائها وبعد إن يملئوها افرغوا الحمص واللحم واكلوها.
3- شوبات :
وهي من العدس غير المجروش وقليل من الحبية والحمص بدون لحم عادة تؤكل في أيام الصوم الكبير حيث يفطرون بها عند الظهر وتؤكل صباحا في أيام الأربعاء والجمعة حيث لا يجوز فيها أكل اللحم.
4- قليوك:
وهي حبية وحمص بدون لحم يقلى فيها الدهن أحيانا أو يوضع فيها طحينية أو حب بطيخ بعد دقه ناعما واستخراج القشور وتؤكل في أيام الصوم أو الأربعاء والجمعة.
ثانيا - حمام:
أمـرأة تعمل محلا مستويا فوق ظهر التنور وتقيم حوله الجدران ليستر من يستحم فيه يسمى(حميمية) حمام وكانت النساء تسبح عادة كل يوم سبت أو قبل عيد إما الرجال فلا يستحمون عادة إلا قبل عيد كبير أو إذا راءوا إن جسدهم قد اتسخ كثيرا أو في بعض المناسبات وكان الاستحمام سابقا بدون صابون وفي ماء مر إلا في الشتاء عند وجود ماء الخبراء فالرجل يضع على جسمه الماء ويفركه قليلا، أما المراة فتكسر بيضة وتضعها في أناء وتخفقها في ملعقة من خشب وتضعها على شعرها وتفركه بها جيدا ثم تغسله بالماء حتى يزو ل إثرها وتأخذ مسحوق الخطمية وهو ينمو في المحلات المرتفعة في الكنود الواقعة بين تللسقف والقوش ويزرع ألان في بعض الحدائق في بعض البيوت له زهر ابيض أو احمر فاتح وكانت النساء تجلب كمية كافية من أوراقه وبعد إن تجف تطحنه بجار وش وبعضهن كن يعملن أناء من فخار يشبه المملحة ذات قسمين في الأول يوضع البيضة وفي الثاني الخطمية وبعد إن تضع هذا المسحوق على رأسها تفرك شعرها جيدا وتمشطه بمشط خشبي ثم تغسله بالماء ويقال إن البيضة والخطمية تجعلان الشعر ناعم الملمس يسهل تمشيطه لأنه كان يبقى طول الأسبوع بدون تمشيط مجذولا بما يسمى(صوصياثا) ثم تضع الماء على جسمها وتفركه قليلا وتلبس ملابسها ثم تخرج.
ثالثا : المطبخ:-
في زاوية من الدار تضع المرأة واحدة أو اثنتين مما يسمى( باية ) ( فاية ) واحدة كبيرة لوضع دست كبير فوقها وأخرى صغيرة لوضع الدست الصغير ، وتصنعها من الطين الأحمر المخلوط بالتبن بشكل دائري مفتوحة من الأمام ارتفاعها نحو قدم واحد وعند الطبخ تضع في المقدمة قطعتين من الباطوخ ( جلة ) بشكل مثلث قاعدته إلى الأسفل وترمي التبن أو البعر بينهما من الأسفل الى الداخل بعد إن أشعلت النار بواسطة قليل من الشوك ، وتراقب الطبيخ حتى يستوي وكان ذلك في المساء غالبا وبدون لحم إلا في الشتاء عند وجود اللحم المكبوس .
نسير في الحوش بمحاذاة الجهة الغربية فنرى إيوان صغير يرتفع قليلا عن مستوى الأرض وفي الجهة العربية منه درج نصعد به الى السطح، والآن لنتجه الى الجهة الشرقية وندخل في باب خشبي ذو صفاقة واحدة الى الدار وبعد مسيرة مترين يضيق البناء حتى يبقى نحو متر ونصف المتر لأن بيت الجيران من الجهة الغربية قد ضايقه والآن نسير الى الأمام حتى نصل الى باب يؤدي الى السرداب المسمى عندنا ( بيكار) وهي كلمة نصفها ( بي) من اللغة الآرامية المحرفة من ( بيث ) أي بيت ونصفها من اللغة الكردية ( كاري ) ومعناها حمار فيكون معنى الكلمة بيت الحمير وهنا قد أعطت الدار المجاورة من الجهة الشرقية مجالا واسعا لنا ونتجه الى الجنوب فنرى بابا يؤدي الى غرفة تستعمل مأوى للأغنام وفي زاوية منها جدار يعلو متر ونصف المتر بشكل دائري يسمى ( كوزا) وهو مأوى للخرفان وبمحاذاة الجدران في هذه الغرفة معالف لوضع التبن والشعير للغنم ثم نخرج منها فنرى بابا أخر مجاور لها فندخل فيه فنرى غرفة سقفها عال جدا يقابل طابقين أي السرداب والغرفة التي فوقها وتسمى ( بيتون) بيت التبن وتستعمل لخزن التبن بكمية كبيرة يكفي لمعيشة الأغنام والحيوانات لمدة سنتين أو أكثر لأنه في بعض السنين تكون الحاصلات الزراعية قليلة أو معدومة نظرا لقلة الأمطار أو الآفات الزراعية فلا يحصد الفلاح شيئا أو يحصد كمية قليلة فإذا رأى إن الموسم جيد في الربيع وسعر التبن غالي باع منه ما زاد حاجته وكانوا يقولون إذا الفلاح ليس له محل يحوي به تبن ليشق فخذه ويملأه تبنا لأنه يحتاجه. لنخرج من هنا الى الغرفة الأولى ونتجه الى الشمال الشرقي فنرى بابا فندخل فيه وننزل بدرجتين الى غرفة تسمى ( زرزمي) سو هذه عادة يكون سقفها بمستوى ارض الحوش ونجد فيها تبن يستعمل للخبز والطبخ يسمى ( قطر) عقد حيث لا تأكله الحيوانات. لنخرج من هنا ونتجه الى الشمال الغربي فنشاهد بابا ننزل فيه بدرجتين الى غرفة أخرى تسمى (زرزمي) وهي تحت الإيوان الخارجي الذي صعدنا منه الى السطح وفيها أخشاب لعمل المواقد في الشتاء وبعض الحاجيات والأخشاب الزائدة عن الاستعمال. لنخرج من هنا الى السرداب الأول فنلاحظ في وسطه غطاء من حجر لنرفعه فتظهر لنا حفرة عميقة تسمى ( جال) وهذه تعقد وتقيد أرضها وجدرانها بالقير لوضع الحنطة والشعير الزائد عن الحاجة في تلك السنة ويوضع فوق غطائها تراب حتى لا يعرف محلها لأنه يقال إن الدولة العثمانية كانت في بعض السنين تفتش بيوت الفلاحين وتأخذ ما تراه من الغلة ويقولون إن سنة الغلاء التي بيعت فيها وزنة الحنطة ( الوزنة3 1 وثلث كغم) بثلاث ليرات ذهبية في هذه القرى لم يكن سببها قلة الحاصل في تلك السنة بل إن الدولة العثمانية أخذت جميع الحاصلات الزراعية التي وقعت عليها يدها لإعاشة جنودها في زمن الحرب العالمية الأولى فكان الناس يملأ ون الجرار والأكياس بالحنطة والشعير ويضعونها داخل التبن أو تحت الأرض خوفا من أخذها من قبل الحكومة. ونلاحظ في السرداب ما يسمى ( خيا) وهي عبارة عن خشبة في حفرة من جدار تربط فيها الحيوانات وكذلك نرى منها في الحوش عندما تربط الحيوانات في الربيع حيث توضع أمامها الحشيش والكعوب,
لنخرج من السرداب كمن الباب الذي دخلنا منه وقبل إن نخرج نصعد بست درجات فندخل غرفة ليس لها باب يغلق بل إن الباب مشترك فيها وبين السرداب يدخل فيه الناس والحيوانات فالناس يصعدون الى الأعلى والحيوانات تنزل الى الأسفل، في هذه الغرفة حائط من الباب الذي دخلنا فيه حتى نهاية هذه الجهة التي دخلنا منها يسمى ( كوندا ) يعلو متر ونصف المتر يحفظ الأطفال من الوقوع في السرداب لا يوجد هنا شبابيك بل بعض الكوى الصغيرة وتستعمل للنوم وتسمى ( سربت) وقد صفت حولها ما يسمى ( كوارا ) صنعت من الطين الأحمر والتبن على شكل اسطواني طويل مختلفة الإحجام تسع أكبرها نحو 50 كيلو غرام، لوضع المونة مثل البرغل ومشتقاته والحبية والعدس وغيرها. ونتقدم الى الإمام نحو الجهة الجنوبية وندخل الى غرفة تسمى ( ئليتا) وتستعمل للنوم أيضا بني فيها حائط من الطين بارتفاع مترين في الجهة الداخلية منها قسم الى قسمين لوضع الحنطة والشعير فيها تسمى ( اصرا) ونرى عددا من البرانى لوضع الدهن والجبن والدبس واللحم المكبوس إذا كان الموسم شتاءا.
لنخرج من هنا وننزل بست درجات ونرجع الى الوراء وقبل أن نصل الى الباب الذي دخلنا فيه الدار من الحوش نتجه الى الشرق وهنا قد أعطت الدار الواقعة في الجهة الشرقية المجال للدار أن يتسع ونصعد بدرجة واحدة وندخل الى إيوان مفتوح له ( كوندا ) وهو فوق الزرزمي الأولى ونتجه الى الجهة الجنوبية وندخل الى غرفة نوم تسمى( سربت) فيها عدد من ( كوارا واصرا) أيضا ونخرج الى الإيوان ونتجه الى الشرق وندخل الى غرفة أخرى للنوم ونرى في كل غرفة نوم تقريبا ما يسمى( شقلا) وهو عبارة عن حبل مشدود في خشبتين دقت في الجدارين المقابلين توضع فوقها الملابس عوض الكانتور والعلاقة، وكذلك نشاهد خشبات دقت في الحيطان لتعليق بعض الإغراض فيها وكذلك بعض الرفوف لوضع بعض الحاجيات عليها. كان الناس سابقا لا يستعملون ( الجرباية ) أو التخت إلا بعض البيوت الغنية تملك تخت واحد أو تختين بل ينامون على الأرض أو يجلبون حزما من الشوك وخاصة نوع منه يسمى ( اسرا) ويضعون فوقها حصيرة مصنوعة من البردي كانت أكثر نساء القرية تنسجه بيدها وإذا لا تتمكن اشتراه الرجل من باطنايا وفوقها كجاية تصنع من عك ( صوف الخرفان ) أو من الصوف الذي يقص عند صنع الفراوي إذ يقولون إن هذه الأشواك تحفظ من الحيات والعقارب حيث كانت موجودة بكثرة سابق لارتفاعها عن الأرض ولأن هذا الشوك له رائحة خاصة تبتعد عنه الحيات والعقارب ويصنعون اللحاف من الصوف والقماش القطني المحلي المصبوغ باللون الأحمر حتى لا يتسخ بسرعة ولا يضعون عليه الخام ووجه اللحاف كما في الوقت الحاضر بل يبقى طبقتين من القماش الأحمر بينهما صوف ويضعون فوقه في الشتاء جاجما أو برا، وقد سكن في هذه الدار جدي وأولاده الثلاثة مع زوجاتهم وأولادهم وبقوا فيه جميعا حتى وفاة والدهم فتقاسموا وخرج كل منهم الى دار وبقي احدهم في هذه الدار حتى سنة 1974 حيث خرج منه أولاد عمي بعد أن بنوا لهم دار جديدة خارج القرية.
وقبل أن اترك هذا الحديث لا بد أن اذكر بعض الأدوات فاتني أن اذكرها في محلها إذ كانت مستعملة في كل دار في القرية:-
1- زبيرا – زنبيل .. وكان يستعمل للبناء ولوضع التبن للحيوانات يصنع من البردي في باطنايا
2- قرطالا – سلة.. وكانت المرأة تجمع فيها روث الحيوانات من السرداب أو الرماد الناتج من التنور ودفاية وتحملها على ظهرها وترميها في حفرة خارج القرية حتى إذا تجمع مقدار كبير أخذها الرجل بواسطة غارة مصنوعة من البردي تنسجها النساء أو يشترونها من باطنايا الى الأراضي لتسميدها
3- بتورتا – طبق.. ويستعمل لرش خبز الرقاق وبعض النساء كن ينسجن طبق من سيقان الحنطة أما بلون ابيض أو بألوان مختلفة.
4- باثورا- وهو مثل الطبق ولكنه اكبر منه يستعمل لوضع الخبز بعد خبزه ويعلق بحبل بالكوة الموجودة في السقف بوسط الغرفة أو يوضع فوق كوارة كبيرة.
5- مكب – مكبة.. وهي تستعمل لوضع الطبيخ الزائد في المساء أو اللبن أو اللحم وخاصة في الصيف فوق السطوح لحفظها من القطط والكلاب إذ يوضع فوقها حجرة كبيرة وكذلك حتى لا يفسد إذا وضع في إناء لا يدخله الهواء وهذه الأربعة الأخيرة تصنع من عيدان صغيرة تسمى ( تور) يجلبها أهل القرى المجاورة لبيعها هنا.. /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظـات عـن أمـور وردت في الموضوع :
نبذة عن حياة المرحوم القس قريا قوس حنا
ولد الأب قريا قوس حنا يعقوب في قرية تللسقف عام 1919 من عائلة فلاحية وهو الابن الأكبر لوالديه، درس الابتدائية حتى الصف الخامس في تللسقف ، ولعدم وجود الصف السادس فيها أكمل دراسته في تلكيف ، ثم درس المتوسطة في الثانوية الشرقية في الموصل ونجح بتفوق ، أكمل دراسته في دار المعلمين الابتدائية في بغداد ، تخرج من الدار عام 1942 وعين معلما في مدرسة تللسقف ، وهـو أول معلم من أهالي القرية.مارس مهنـة التعليم متنقلا بين عدة قرى لمدة 27 عاما حتى أحيل على التقاعد عام 1969. ، وبعد التقاعد بدأ الدراسة والبحث في تراث تللسقف وعادات وتقاليد القرية . . كتب بحثـا متكامـلا بعنوان (تللسقف بين الماضي والحاضر) نشر في مجلات عـدة منها التراث الشعـبي وقالا سوريا يا ، كتب العديد من القصص والحكايات والأمثال الشعـبية كما كتب نبذة عن تاريخ تللسقف.
رشحه راعـي أبرشـية ألقـوش لخدمة الكهنوت وبدأ بالتحضير لذلك لمدة ثلاث سنوات رسم بعـدها كاهنا في 26/6/1976 ف
ثامر فرنسي بطرس القس بولص- عدد الرسائل : 608
العمر : 54
الموقع : 69 musgrave cr fairfield west - sydney - australia
تاريخ التسجيل : 07/11/2009
الموقع الرئيسي لأهالي تللسقف في أستراليا TELLSKOF - www.tellskof.yoo7.com :: أخبار ونشاطات أهلنا في تللسقف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى