ما أعظم حبكَّ

من طرف ehab basaka السبت 31 مايو 2008, 3:10 pm

طوفان الحب

فى قلب القارة السوداء عاش احد زعماء قبائل (الزولو) يمارس طقوسه الوثنية وزعامته على القبيلة . ويفرض على افرادها سلطانه الدينى .
وبرغم انه رئيس دينى ، الا انه كان جبارا قاسيا يبطش بكل من يخرج عن طاعته ويعاقب الناس بشراسة وقسوة ، فلا قلب له ولا عاطفة .
وفى ليلة صافية ، جلست احدى زوجاته بباب الكوخ تفكر فى زوجها الغليظ القلب قائلة: ( كيف يكون الانسان متدينا ولا يقدر دينه ان يغير قلبه وطباعه وتعاملاته؟ اى دين زائف هذا الذى لا يغير القلب ويغمر الحياة بالحب والعطاء والرحمة والسلام الداخلى ؟ )
وفى هذه الليلة انار الرب بصيرتها ، لتجد الطريق اليه وغمر قلبها بالسلام الحقيقى وملأ حياتها بقوة الهية عجيبة جعلها تهتف للاله الحى . احس الزعيم الدينى بما حدث لزوجته ، ولاحظ تغيير حياتها وسلوكهافهددها بالقتل ، ولكنها لم تتخل عن عبادة الرب ، فانهال الرجل بعصاه الغليظة على راسها فسقطت على الارض وسط بركة من الدماء . وقبل ان تسلم الروح سالها الرجل فى سعادة ونشوة : اين الهك القوى ، هل استطاع ان يفعل لك شيئا ؟
فاجابت : نعم لقد فعل لى شيئا عظيما لا يستطيعه سواه . فانه يمنحنى الان القوة والقدرة ان احبك واستطيع الان بقوة الهى ان اسامحك فهل تقدر الهتك انت ان تعلمك هذا الحب ؟
لقد تعلمت هذه المرأة الحب من ينبوع المحبة ورددت مع صوته الحنون وهو مذبوح فوق رابية الجلجثة " يا ابتاه اغفر لهم "
انها المحبة التى بها تم الفداء ... انها المحبة التى بها دعانا الله ابناءه ... انها المحبة التى نلناها من الجنب المطعون حيث سال الدم والماء ... انها المحبة التى بها نقتحم السماء .
صديقى
انظر الى صليب يسوع
انظر الى طوفان الحب المتدفق من يديه ورجليه وجسده كله
انه طوفان الحب الذى لا يميز شخص عن اخر
ان اول من غمرهم هذا الطوفان هم الذين دقوا المسامير فى جسده وتوجوه ملكا للمحبة باشواك
وهم لا يدرون انهم يغرسون باشواكهم قاعدة ازلية
ان جراح الحب الامينة ينبغى ان تفتح اولا انغلاق قلوبنا وانانيتها حتى نستطيع ان نخرج من ذواتنا للاخرين صارخين بهذا الحب .
ربى يسوع
حينما اتطلع الى السماء وارى النجوم تتلالا
اقول ما اعظم حكمتك
وحينما اسمع صوت اليمامة تغرد وتفرد اجنحتها فى هدوء
اقول ما اعظم عنايتك
وحينما اسمع صوت الرعد فى غيومك وارى البرق فى سمائك
اقول ما اعظم قوتك
وحينما اتامل فى صليبك اقول ما اعظم حبك