السعادة الحقيقية هي العشرة مع الله

الحياة الروحية بمعناها السليم هي أن الإنسان يحب الله, ويحب الخير, ويحب الملكوت السماوي, ويحب جميع الناس, ويسلك في طريق البر ونقاء القلب بكل رضا واشتياق, عمليا يبدأ الشخص بمخافة الله, كما قال الكتاب, بدء الحكمة مخافة الله, وتبدأ مخافة الله تدخل إلى قلبه, فيخاف من دينونة خطاياه, ومن غضب الله ويخاف إن يأتيه الموت وهو غير مستعد, كثير من الخاطئين لم يرجعوا إلى الله حبا" بل رجعوا إليه غصبا بتجارب والآلام متنوعة, فخير للإنسان إذن أن يغصب نفسه بإرادته على عمل الخير بدلا" من أن تغصبه التجارب أو الأحداث أو العقوبات, وحين يمارس الشخص العمل الروحي بتغصب , يجد بعد حين لذة في هذا العمل الروحي, فيكمله في حب ويسعى إليه باشتياق قلب, وهكذا يكون التغصب هو مجرد مرحلة روحية تنتهي بالفضيلة في وضعها الكامل, مثل حركات الطفل المتعثرة على انه أولى الخطوات للسير المنتظم السريع, والحروف التي يتلفظها هي أولى درجات الكلام حتى يصل الى الكمال, ومن الطبيعي أن كل مبتدئ في الحياة الروحية
تقاومه عادات النفس القديمة, ومقاومة ارتباطات بالمادة والجسد, كما تقاومه محاربات الشيطان ومعطلات عديدة, ولكن الله يقبل هذا الشخص المبتدئ بالحياة الروحية باعتباره لونا من الجهاد الروحي ومحاولة قهر النفس.


خالد مركو