كل الذي لنا هو ملك لله

من طرف khaled margo الأحد 26 مايو 2013, 11:43 am

نحن لانملك شيئا لنعطيه كل الذي لنا هو ملك لله,استودعنا إياه وقد أخذناه منه لنعطيه لغيرنا,كل مانتبرع به لمشروعات الخير إنما نقول عنه لله ما سبق أن قاله داود النبي "من يدك أعطيناك" تماما كالابن الصغير الذي يقدم في عيد الأسرة هدية لأبيه أو أمه,ومنهما قد اخذ المال الذي اشترى به هذه الهدية,إن الله قد أعطانا اليد التي تعطى وأعطانا الخير الذي نعطى منه, وكل موهبة صالحة هي نازلة من فوق من عند الله.
كل شيء نعطيه سنجده في الأبدية وسنأخذ منه أكثر بكثير وسنرى أن المكافأة في السماء أغزر وأوفر,فالشيء الذي نعطيه أو الذي يعطيه عن طريقنا هو محجوز لنا فوق لم يضع,وفي الواقع إننا لم نعطه وإنما ادخرناه
,نعطي الأرضيات ونأخذ السماويات,نعطي المادة ونأخذ البركة, إن لم يكن لك ما تعطيه لغيرك أعط ابتسامة طيبة ,أو كلمة تشجيع, أو عبارة تفرح قلب غيرك,ولا تظن إن هذا العطاء المعنوي اقل من العطاء المادي في شيء بل أحيانا يكون أعمق أثرا .
مسكين ذلك الشخص الذي لايظن انه لايأخذ شيئا أو هو لايشعر بما يأخذه ,انه يعيش تعيسا في الحياة,شاعرا بالظلم وشاعرا بالعوز والاحتياج ,وقد يقضي عمره كله في التذمر,وفي الضجر والشكوى ,وفي الافتقاد إلى الحب,

والشيطان يأخذ منك أكثر مما يعطيك:

يعطيك لذة الجسد ويأخذ منك كرامة الروح
يعطيك الدنيا ويأخذ منك الآخرة
يعطيك اللهو والعبث ويأخذ منك الحكمة والرزانة
يعطيك الغنى ويأخذ منك الزهد
يعطيك الكرامة ويأخذ منك الاتضاع
يعطيك القشور ويأخذ منك الجوهرة التي فيك

أما الله فانه يعطي على الدوام ويعطي بسخاء,ولا يأخذ من أحد شيئا لأنه لا يحتاج لشيء فهو مكتف في ذاته, كامل في كل شيء ,يملك كل شيء,ولا يوجد عند أحد شيء يعطيه لله,وعندما يقول الله"ياأبني أعطني قلبك" فأن ما يقصد أعطني هذا القلب لكي أطهره وأقدسه وأملاه حبا ونقاء,واجعل فيه مايحتمله من كل أنواع الفضائل وارفعه عن مستواه الأرضي لكي أجلسه في السماويات.

خالد مركو