ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس

أوجد الله المرشدين وذوي الخبرة والفهم كأدلاء في طريق الحياة, وأوجد المربين والحكماء وجعل هذا أيضا في مسؤولية الوالدين والمعلمين والكهنة وكل من يؤتمنون على أعمال التوعية والإرشاد,ولكن يشترط في المرشد الذي يدل الناس على طريق الخير,أن يكون هو نفسه حكيما وصافيا في روحه, وعميقا في فهمه لئلا يضل غيره من حيث لايدري ولايقصد,إن الشخص الذي يقود غيره في طريق ما , أو ينصح غيره نصيحة معينة,إنما يتحمل أمام الله مسؤولية نتائج توجيهاته ونصائحه,فعلى الإنسان أن يتبع الحق وليس الناس ,ولا يسمع لكل قول ولا يجري وراء كل نصيحة مهما كان قائلها.إذن الخير مرتبط بالحق ومرتبط بكلام الله,إن كلام الله هو الحق الخالص والخير الخالص ولكن تفسير الناس لكلام الله قد يكون شيئا آخر.
وما ا خطر أن نحد كلام الله بفهمنا الخاص,إن كثيرين بنية طيبة قد يعملون أعمالا يظنونها خيرا وقد تكون على عكس هذا تماما,مثل الأب الذي يدلل أبنه زائدا يتلفه,وهو يظن ذلك خيرا,والأب الذي يقسو على أبنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده إلى الانحراف وقد يظن ذلك الأب إن قسوته نوع من الحزم والتربية الصالحة.
الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته على سيئاته فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه ,والإنسان الشرير ليس هو الإنسان الذي يرتكب كل أنواع الشرور إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته مهما كانت له فضائل متعددة,فأن أردت أن تكون خيرًا سر في طريق الخير كله ولاتترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك ولا تظن انك تستطيع أن تغطي رذيلة بفضيلة,أو أن تعوض سقوطك في خطيئة معينة بنجاحك في زاوية أخرى من زوايا الخير ,بل في المكان الذي يهزمك الشيطان فيه يجب أن تنتصر على نفس الخطيئة وعلى نفس نقطة الضعف.


خالد مركو