الصوم – وضع الهي وترتيب سماوي - خالد مركو

يسوع المسيح هو قاعدة صومنا , لقد صام أربعين يوما عائشا منفردا في الصلاة فانتصر على تجارب الشيطان الذي امتحنه ثلاث مرات ليزيغه عن موقفه البنيوي تجاه الله ورسالة الفداء الموكولة إليه,
الصوم- مارسه الرب يسوع المسيح وعلمنا أن نتمسك به وفوض إلى رسله الأطهار ليحددوا مواعيده وكيفية ممارسته ليكون خير وسيلة يعبر بها المؤمنون عن إيمانهم بالرب وتمسكهم بفرائضه وتفضيلهم الروح على الجسد والحياة الملائكية على العيشة المادية الدنيوية.
الصوم- رحلة تقودنا إلى عيد القيامة,رحلة روحية أول خطوة فيها الحزن المضيء حزن الصوم الكبير البهي الذي به ننظر النهاية من بعيد ونتطلع إلى فرح القيامة والى الدخول في مجد الملكوت.
الصوم- هو تقوية الإرادة..قهر النفس..غلب الشيطان..التشبه بصوم السيد المسيح..الإحساس بالفقراء..التسامح مع الذات والآخرين..والتقرب من الله أكثر.
الصوم- هو إضعاف قوة الجسد الشهوانية وترويض الإرادة على ضبط نزواته,وإتاحة الفرصة الثمينة للروح لترتفع عن الأرضيات إلى السماويات وتعبر عن محبتها لله وتفضيلها الحياة الروحية على الجسدية.

أول صوم وضعته الكنيسة والذي يسمى صوم الآلام ,بوشر الصوم الأربعيني في القرن الثالث للميلاد , والحق به في الربع الثاني من القرن الرابع صوم أسبوع الآلام, وفرض الصوم الأربعيني تذكيرا للمؤمنين بجهاد الرب يسوع وصومه في البرية,وقد حرمت الكنيسة شرب الخمر وسائر المشروبات الروحية خلال أيام الصوم.

وهذا ما يفهم من أمر الرب على لسان النبي يوئيل القائل"ارجعوا إلي بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح, مزقوا قلوبكم لاثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف ورحيم".

أما الصلاة فهي التي ترفع النفس والعقل والقلب إلى الله فأنها تجعلنا نرى حاجات أخوتنا وأخواتنا, فلنقرع باب السماء بالصلاة والصوم فهناك بالتأكيد احد ينتظر خلف الباب ليفتح لنا ويدخلنا جنه أفراحه, صوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.

صوم مقبول للجميع وان شاء الله تحمل هذه الأيام لكل الناس الخير والمحبة والصحة دوما.


خالد مركو