في تللسقف ..لمحات من حياة الناس بانتظار قدوم العيد

عنكاوا كوم - تللسقف – لؤي عزبو
مع اقتراب العيد تزداد حركة التسوق في تللسقف بشكل ملفت للنظر يتجلى ذلك في الشارع الرئيسي الذي تختلط فيه حركة المتبعضين مع السيارات التي زادت بشكل كبير نتيجة لارتفاع المستوى المعيشي حيث تسير ببطء بسبب الاختناق الناتج عن سيارات اخرى مركونة بشكل عشوائي وبصفين على جانبي الشارع ويزيده زحمة مسير السابلة فيه دون الاكتراث لحركة السير .
وعلى طول الشارع الرئيسي وفي جانبيه تتسلسل المحلات المتنوعة فيما تقدمه للمواطن من خدمات فتتجاور محلات الخضروات مع القصابين واصحاب العدد ومحلات الملابس والكماليات والمصوغات الذهبية .
فيما تتوسط احدى المقاهي المحلات الخلفية حيث يتراصف مرتادوها اللذين اختبروا الحياة بسنين عمرهم المديدة بحلوها ومرها على جانبي الشارع ملتهين بالعاب مختلفة مثل الدومينو والطاولي والورق والكونكان ولعبة ال(51).بعضهم يرتشف الشاي او البيبسي والاخر يتجاذب الحديث مع جليسه عن امور البلدة التي تشغل تفكيرهم وجلها الهجرة اواخبار الانترنت التي تتنبأ بهطول المطر الذي سيحدد ثراء الموسم الزراعي الحالي او ضعفه .
وفي السوق ورغم انشغال البعض بنوع وموديل الملابس التي ينوون لبسها في يوم العيد والمعروضة في المحلات او رغبة البعض الاخر في شراء الجرزات او البقلاوة او الحاجيات الاخرى التي تكمل طقوس العيد ,الا ان الشباب عصر كل يوم تجمعوا في ركن من الشارع متميزين بملابسهم الانيقة, فيما يتعالى صوت الترتيلة التي حرص صاحب التسجيلات وضعها عن قدوم كل عيد فتنشد فيروز (المسيح قام من بين الاموات ).
ومن جانب اخر يكون موسم الربيع مناسبة لاهلنا في المهجر للقدوم في زيارة لتللسقف وبين قادم من المهجر وصديق من البلدة يتم تجاذب الحديث عن معاناة الغربة يقابله راحة البال وهموم نقص الخدمات في البلد,وغالبا ما يقطع الحديث بسبب مداخلة من صديق اخر للسلام على القادم من استراليا او امريكا او السويد او من شتى بلدان المهجر التي تشتت فيها ابناء بلدتنا هربا من ظروف الحياة الصعبة التي مر بها البلد .
وازدهار الاسواق في تللسقف وتنوعها جعلها قبلة للناس من البلدات الاخرى فترى الناس من باقوفة وباطنايا وتلكيف ومن القرى الايزدية مثل حتارة ودوغات وسريشكة وبيبان وشيخكة وبوزان والقرى العربية مثل تلسين ومسقلاط ,يزينون اسواق تللسقف يتبضعون وهم قد كونوا علاقات اخوية وثيقة مع اهالي البلدة تمتد لعشرات السنين .
وتستمر الحياة بتقاليد تتكرر كل عيد الا ان مايضفي عليها الحيوية العلاقة الحميمة التي تتجدد دوما بين الكل بين مهاجر وباقي في الوطن وجار وقريب وصديق.
https://i.servimg.com/u/f45/11/95/89/14/1218.jpg[/img][img:e352]https://i.servimg.com/u/f45/11/95/89/14/1316.jpg[/img